رافقت «عكاظ» أمس الطفل (أنس) ووالديه لحظة خروجهم من مستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال، بعد أن سمح الأطباء بعودة الأم والطفل إلى منزلهما، ووقفت «عكاظ» شاهد عيان مع والد الطفل لحظة إنهائه إجراءات الخروج من المستشفى عند الثانية عشرة ظهرا. وعلى مدى تلك الدقائق التي قضاها متنقلا بين مكتب الخروج والصيدلية والمصاعد والجناح الخاص الذي ترقد فيه زوجته وطفلهما أنس لم تفارق الابتسامة وجه بدر سليمان المزيني ابتهاجا بعودة (أنس) إليه، وقال ل«عكاظ»: رغم أنني لم أذق طعم النوم سوى لساعتين في ليلة استعادة طفلي البارحة الأولى، إلا أن سعادتي لا يمكن وصفها.. شكرا شكرا لكم جميعا، وزاد: لا أنسى تلك اللحظات التي عشتها داخل قسم الطوارئ بدءا باتصال أمير المنطقة وإحاطة كبار مسؤولي الأمن والصحة بنا للاطمئنان على (أنس) الذي أطمئن كل من سأل عنه بأنه في صحة جيدة، وقالها ممازحا: يبدو أن خاطفيه أكرموا وفادته، فقد كان لباسه نظيفا لحظة العثور عليه وكان وزنه مثاليا؛ قياسا على عمر المولود، ويبدو أنه حظي بتغذية على مستوى جيد. ويوضح المزيني أنه بعد إجراء التحاليل والفحوصات الطبية على أنس عقب العثور عليه، أبلغنا مسؤولو المستشفى بنقل أم أنس ورضيعها إلى جناح خاص في الطابق الرابع وفتح الزيارة بشكل استثنائي لاستقبال المهنئين من أقارب قدموا للاطمئنان على ابني واستمر توافدهم حتى قبيل صلاة الفجر أمس، مقدما شكره لإدارة المستشفى على هذه البادرة. وحول مصير المكافأة التي رصدها والبالغة 300 ألف ريال والتي رصدها لمن يدلي بمعلومات عن طفله بعد أربعة أيام على اختطافه أجاب المزيني «المكافأة ستظل في مكانها، وحقيقة فقد ساهم فيها أقاربي وزملائي الذين لا أنسى وقفتهم جميعا معنا في المصيبة التي لا أريد تذكرها». مؤكدا عدوله عن إقامة دعوى قانونية بالإهمال والتقصير ضد إدارة المستشفى كان يعتزم رفعها إلى الجهات المختصة، وفي لحظة خروج أنس ووالديه من المستشفى وتوجههم إلى المنزل قدمت «عكاظ» إهداء عبارة عن (مصحف) بمناسبة عودة المولود إلى حضن والديه. وسألت «عكاظ» والد الطفل عن الرسالة التي يوجهها لخاطفي أنس فجاءت الإجابة مفاجئة «سامحت خاطفي أنس، ومتنازل عن حقي الخاص لوجه الله بعد أن رأيت طفلي بصحة جيدة ولكن عليهم أن يراجعوا أنفسهم. مثمنا الجهود التي بذلها رجال الأمن، وممثلي وسائل الإعلام وخص «عكاظ» بعبارات الشكر لتغطيتها مسلسل اختطاف أنس والتحقيقات والتحريات وملاحقة الجناة وخروجه من المستشفى برفقة والديه حتى لحظة وصوله إلى منزله ولقائه بشقيقيه (رغد 13 عاما وعبد الرحمن أربعة أعوام). وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن سبعة حراس كانوا يعملون في مستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال ظلوا رهن التوقيف لدى شرطة المدينة حتى لحظة استعادة الطفل المفقود مساء أمس الأول، حيث جرى استجوابهم على خلفية اختفاء الطفل من جوار والدته في غرفتها داخل المستشفى. تهنئة الأمير وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، قد هنأ والد الطفل المختطف بعودته إلى كنف والديه، وتلقى بدر سليمان المزيني بعد دقائق معدودة من استعادة ابنه (أنس) اتصالا هاتفيا من أمير المنطقة أثناء وجوده في مستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال حملت عبارات الحمد والتهاني لوالدي الطفل. وعبر المزيني حينها عن عميق شكره للأمير عبد العزيز بن ماجد على تفاعله المباشر مع حادثة اختطاف أنس، وتوجيهه لكافة الجهات المعنية بالتحقيق في الحادثة واستنفار جهودها لاستعادة المولود ومحاسبة المقصرين. من جانبه، كشف ل «عكاظ» مدير عام الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور عبد الله بن علي الطائفي عن إجراء دراسة لتطبيق احترازات أمنية مشددة لحماية المواليد في المستشفى تشمل وضع (سوار أمني) ضد القطع بحيث يوضع على يد المولود ولا يمكن فتحه إلا بواسطة جهاز خاص لذلك، ويكتب عليها اسم المولود وأمه ورقم الملف، وإذا تحرك المولود عن مكانه لمسافة محدودة يعطي إنذارا وعلى الفور تغلق الأبواب ولا يستطيع أي شخص الخروج من القسم. وأضاف تم الطلب من إحدى الشركات في مدينة جدة لعمل دراسة لهذا الأمر، باستخدام التقنيات الحديثة وإعادة توزيع وتحديث كميرات المراقبة في المستشفى لمعالجة مواضع الخلل، وسوف نقوم بتسخير جمع الإمكانيات لضمان عدم تكرار ما حدث ، لأن ما حدث مسؤولية الجميع ليس لأننا مسؤولون عن صحة المدينة بل الجميع في هذه اللحظات أب وإخوان لأنس، وقال «سنعد استراتيجية تمكننا من المحافظة على أمن المستشفى ومنها دراسة الأعداد ونوعية منسوبي أن المستشفى وتأهيلهم؛ لأن ما حدث أصبح لنا عبرة وسوف نسعى جاهدين لعدم تكرار ما حدث». القبض على الخاطفين وفيما أكد مصدر أمني ل «عكاظ» الحصول على معلومات دقيقة عن خاطفي الطفل، مشيرا إلى أن القبض على الخاطفين بات قريبا، ولكن حساسية المعلومات تتطلب التكتم عليها، قالت مصادر إن الجهود التي بذلت خلال الأيام الأربعة الماضية من قبل الجهات الأمنية بحسب اختصاصاتها وتغطيات مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وقنوات فضائية محلية وعربية وإذاعات ونقلها خبر اختطاف الطفل من المستشفى ومتابعته أولا بأول أسهم في تضييق الخناق على الخاطفين واستثارة المجتمع ضدهم، إضافة إلى ما خص به مصدر أمني «عكاظ» بأن رجال الأمن تحصلوا على أول خيوط الجريمة ما دفعهم لمبادرة بالتخلي عن الطفل خوفا من تبعات الإبقاء عليه لديهم. يذكر أن (أنس بدر سليمان المزيني) الذي استنفرت نحو ثماني جهات أمنية ومئات من الكوادر الأمنية والطبية والفنية ورجال البحث والتحري جهودها لكشف غموض اختفائه اختطف صباح الأحد الماضي من غرفة ما بعد الولادة التي كانت ترقد فيها والدته داخل المستشفى، حيث مضى على ولادته قرابة 20 ساعة، ووجهت والدة الطفل وممرضات في المستشفى أًصابع الاتهام حينها إلى (امرأة سمراء بدينة) كانت تجوب المستشفى في الليلة التي سبقت قدوم (أنس) للدنيا، حيث انتحلت صفة (مشرفة أمن) وغافلت والدة وجدة أنس أثناء نومهما في الساعة السادسة من صباح الأحد الماضي وحملت الطفل من حاضنته في الغرفة واختفت عن الأنظار وأمضى حتى الساعة التاسعة من مساء أمس الأول حين وضعه شخص مجهول برفقته امرأتان على رصيف مقابل (حديقة البعيجان) غربي المدينة.