منعت وزارة الحج أربع مجموعات تمثل 32 من شركات ومؤسسات حجاج الداخل من إسكان حجاج الخارج في الأبراج المشيدة على سفوح جبال منى في مكةالمكرمة أمس، وذلك لضمان عدم تكرار تجربة العام الماضي. وكشفت مصادر مطلعة ل «عكاظ» عن خطاب وزارة الحج المتضمن قرار المنع ومسبباته المتمثلة في عدم نظامية تسكين الحجاج القادمين من خارج المملكة في الأبراج التي سلمت إلى خمس مجموعات في منى، وتخصيص المباني لحجاج دول مجلس التعاون الخليجي دون تقديم الخدمات. وبينت المصادر أن الوزارة أكدت على ضرورة الالتزام والتقيد بالتعليمات المنظمة للإسكان بهذه الأبراج، وشكلت لجان رقابية لرصد أي مخالفات من هذا النوع لاتخاذ اللازم اتجاهها. وطالبت الوزارة الشركات تقديم كافة بيانات تحتوي أسماء وجنسيات الحجاج المتعاقدين معها في موعد أقصاه السابع من ذي الحجة المقبل، مشيرة إلى أن الشركات ستكون مسؤولة أمام الوزارة في حال تقديم أي معلومات مغلوطة عن الحجاج. وأوضح ل «عكاظ» مدير إدارة حجاج الداخل في وزارة الحج إبراهيم الجابري أن آليات إسكان الحجاج منظمة، مضيفا «ونصت اللائحة على عدم إسكان حجاج الخارج مع حجاج الداخل، لكن إسكان مباني سفوح جبال منى خلقت حالة استثنائية لدى الوزارة بعد أن تقدمت شركات حجاج الداخل المستأجرة للمباني بتظلمها من ارتفاع القيم الإيجارية». وأضاف «وطالبت الشركات السماح لهم بإسكان حجاج الخارج فسمحت الوزارة لهم بإسكان مواطني دول مجلس التعاون في المباني فقط، حرصا منها لعدم تعرضهم لخسائر كما تعرضوا لها العام الماضي». واعتبر الجابري قرار الوزارة يؤكد عزمها منع تكرار تجاوزات بعض الشركات وحتى لا يعتقد أن الباب مفتوح لتأجير حجاج الخارج، مشددا على أن القرار جاء بهدف تنظيمي. من جهته، قال رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة للتجارة والصناعة أن القرار سيسفر عن خسائر 32 شركة عاملة في الحج والعمرة بقيمة 18 مليون ريال، مضيفا أن «الشركات لا تستطيع الإيفاء بالعقد المبرم للمباني المؤجرة لها بقيمة 60 مليون ريال لموسمي الحج في العامين الماضي والحالي». وقال القرشي إن القرار كان من المفترض تطبيقه بعد انتهاء العقد الحالي المبرم بين الشركات والشركة المشرفة على المشروع عقب موسم الحج المقبل، مبينا أن دخل الشركات من المباني الخمسة لا يكفي لسداد قيمة عقد إيجارها. وأكد القرشي أن المباني ستخضع لإشراف ومراقبة ومتابعة وزارة الحج، حيث إن 240 ألف من حجاج الداخل سيسكنون الخيام هذا العام، وثمانية آلاف حاج سيسكنون المباني في منى في موسم الحج».