وضع عدد من المختصين عدة حلول لزيادة الطاقة الاستيعابية لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، وذلك بعد أن وقفت هذه الشركات عاجزة عن تلبية رغبات الكثير من المواطنين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام بحجة اكتمال طاقتها الاستيعابية. وتتضمن الحلول زيادة أدوار المخيمات في مشعر منى، والتوسع في البناء في سفوح الجبال، فيما ذهب آخرون إلى جعل المشعر مرورا فقط وإسكان حجاج الداخل في مكةالمكرمة بدلا من المخيمات. وأوضح نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج بالغرف التجارية والصناعية عبدالقادر الجبرتي أن مشعر منى يعتبر أحد أهم المشاعر المقدسة التي يقيم بها الحاج فهي مدينة الثلاثة أيام، وهي منطلق الحاج في النسك ومنتهاه في رمي الجمرات ثلاثة أيام التشريق ورابعها «الطلب على أداء مناسك الحج من حجاج الداخل يتزايد كل عام، في حج هذا العام استقبلت 241 شركة حج نحو 180 ألف حاج» مشيرا إلى أن شركات حجاج الداخل قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام إلا أن مشعر منى المقدس لا يستوعب الأعداد المهولة؛ لكي تتم تلبية رغبات حجاج الداخل، متمنيا الإسراع في تنفيذ الدراسات التي قامت بها الجهات ذات الاختصاص والمتمثلة في البناء في سفوح الجبال أو تعدد أدوار المخيمات في مشعر منى. وأضاف الجبرتي «كثير من الحجاج نتيجة لعدم استيعابهم وإصدار تصاريح الحج النظامي من خلال شركات حجاج الداخل يلجؤون إلى الحج غير النظامي وافتراش طرقات مشعر منى». ومن جهة أخرى، أوضح وكيل وزارة الحج لشؤون النقل الدكتور سهل الصبان أن الوزارة لديها مقترح تسعى لتنفيذه وهو القيام بتوسيع الطاقة الاستيعابية لخدمة حجاج الداخل بالمشاعر المقدسة من خلال مساحات إضافية لما هو مخصص حاليا لاستيعاب أعداد أكبر في عرفات ومزدلفة، والاستفادة من المباني المرخصة لإسكان هذه الفئة من الحجاج في مكةالمكرمة وذلك عوضا عن بقائهم في مشعر منى لتجاوز معضلة الطاقة الاستيعابية المحدودة في المشعر، وبالتالي نمكن أعدادا أكبر من حجاج الداخل لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. كما أوضح وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم قاضي أن لكل طاقة استيعابية حدود يجب مراعاتها لحجاج الداخل والخارج، فلا يمكن في الوقت الحالي زيادة أعداد حجاج الداخل وذلك تفاديا للتكدس. وقال أستاذ التاريخ والحضارة ومدير وحدة المتاحف بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس إن مشعر منى يقع ما بين مكة ومزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام وهو عبارة عن واد تحيط به الجبال من كل الجهات، مؤكدا أنه حان الوقت لتنفيذ الدراسة التي أجراها وهي دراسة الخيام المتعددة الأدوار بتقنية السقالات المعدنية، كما أنه يمكن الاستفادة من سفوح الجبال ببناء العديد من الأبراج السكنية، مشيرا إلى أن مشعر منى وبطبيعته التضاريسية يستطيع استيعاب الكثير من المشاريع، حيث إن مشعر منى قبل 100 عام كان محدود المساحة والآن بفضل المشاريع التنموية والتطويرية التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين اتسعت رقعة المشعر .