عندما كشف عن تسول عناصر القاعدة وطلبهم التبرعات من المجتمع مطلع هذا الشهر حذرت في مقال: «إرهابي بمرتبة متسول» من سهولة جمع النساء للتبرعات وسط خصوصية سعودية تعد بيئة خصيبة ومكتملة العناصر لأن يكون التبرع أسلوب تمويل، والمجتمع متجذر فيه حب العطاء وإغاثة الملهوف، واحترام حجاب المرأة وصولا إلى تقديس البعض له. وما نتحدث عنه هنا يتعلق في مواجهة جازان الأخيرة، الأولى بعد محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، والثانية على مستوى الغدر والتخفي وتقمص أدوار تمثيلية مخادعة لكون اثنين من المسلحين متخفيين في زي نسائي وطلب منهما انتظار «مفتشة أنثى» للتأكد من هويتهما، حتى شعروا باليأس فبادروا بإطلاق النار وقتل رجل أمن وجرح آخر، وأعلن أن «قتيلي جازان» المتنكرين يعتزمان تنفيذ عمل إرهابي كبير والعبوة المتفجرة لأحد الحزامين احتوت 296 كرة حديدية لاستخدامها كشظايا ترفع عدد الإصابات وتصل مسافات بعيدة عند التفجير. أتذكر عبوري من جسر الملك فهد إلى البحرين مرات عديدة لم يفتح باب السيارة أحد أو يشاهد ماذا أحمل في الحقائب التي أتركها معي، وإذا ما تحدثنا على مستوى المنافذ الحدودية «على صعوبة تواجد المرأة فيها»، إلا أن سفر النساء يحدث، ومن السهولة بمكان التمترس خلف خصوصية المرأة السعودية وحساسية الموقف، لم يتم تفتيشي في نقطة أو منفذ حدودي عبرت من خلاله وهناك اكتفاء بإطلالة سريعة على ركاب السيارة ويخجل بعض رجال الأمن من طلب كشف وجه المرأة للمطابقة، وهذا ليس كافيا وتصرف غير آمن في ظل الأحداث الراهنة. من تجربة أقول توجد ثغرات مرتبطة بعبور المرأة «من وإلى» السعودية، ويجب الحذر منها ومن توظيفها لصالح المجرمين القتلة، خبر الإعلان يوم أمس عن سعي جوازات جسر الملك فهد لتوظيف كادر نسائي لتطبيق الجوازات مع عدم ترجل النساء من المركبة جيد، لكنني مع الحذر الشديد وتعزيز قوات الأمن حدوديا وعدم التهاون في ترجل وتفتيش النساء جيدا. ألم يئن الوقت لاستلهام فكرة «البصمة» المعلن عنها أخيرا بما ينهي فكرة القلق من التفتيش وانتظار مفتشات للكشف على النساء والمطابقة، «الجوازات» شرعت في افتتاح مكتب متخصص لتطبيق نظام بصمة الوافدات «فقط» في الرياض، في خطوة أولى من نوعها لافتتاح مراكز متخصصة نسائية للجوازات بالمراكز التجارية تهدف لتلافي الازدحام وتقديم خدمة للمواطنات الراغبات في تبصيم مكفولاتهن من العاملات في المنازل، والتجربة تستحق اعتمادها عبر المنافذ الحدودية بما يكشف عن أية جريمة محتملة. العباءة الغالب انتشارها في السعودية فضفاضة طويلة قابلة لابتلاع الكثير، وحجم الخطر يحتاج إلى اقتراب وتفتيش دقيق، وحتى لا تخدش المرأة وخياراتها وحقها في أن تستمر محتفظة بحجابها وغطاء وجهها كما يريحها «فتشوا النساء جيدا» قبل أن ينطلق الغادرون في إظهار نساء القاعدة وتحريك أدوارهن الراكدة حاليا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة