كشف المشرف العام على فرع جمعية حقوق الإنسان في مكةالمكرمة حسين الشريف عن إعداد ملف معلوماتي متكامل يرصد ظاهرة تواجد مئات المتخلفين من أفراد وأسر وأطفال من جنسيات مختلفة في المملكة، مبينا بدء جدول زيارات ميدانية للمواقع التي يرتادها المقيمون بطريقة مخالفة لنظام الإقامة والعمل في البلاد. وقال الشريف إن الزيارة الأولى لرصد المشكلة وأبعادها المستقبلية ستجري في 48 ساعة المقبلة، موضحا أن الزيارة ستسهم في وضع التصورات لحل المشكلة من خلال التواصل مع الجهات الحكومية المعنية. وأفصحت مصادر مطلعة ل «عكاظ» عن تنسيق جار بين السلطات الأمنية وجهات أخرى ووزارة الخارجية لتسهم الأخيرة في حث قنصليات بلدان المتخلفين ترحيل رعاياهم. ووقفت «عكاظ» في جولة ميدانية في أنحاء مدينة جدة لظاهرة المقيمين المخالفين البارحة، حيث اتضح أن جسر الستين (جنوبي المدينة) أكثر أماكن التجمع للمتخلفين الذين افترشوا أسفل الجسر. وبينت الجولة الميدانية أن الجاليات الإندونيسية والبنغالية والهندية والباكستانية الأكثر تواجدا في الموقع، ومر على استوطان بعضهم أسفل الجسر أكثر من ثلاثة أشهر وسط فوضى بيئية نتيجة تراكم مخلفاتهم بشكل يهدد الصحة العامة. واتهم عدد من المتخلفين المتواجدين في الموقع عبر «عكاظ» قنصليات بلدانهم بالإهمال والتجاهل لأوضاعهم، وبالأخص أنهم يدعون عدم قدرتهم دفع تكاليف المغادرة لبلدانهم، ويطالبون بالترحيل المجاني. وتعد ظاهرة التجمع تحت الجسور من المشاهد المتكررة سنويا مع اقتراب أي من موسمي الحج والعمرة، ويتخلل تلك التجمعات مشاجرات بين أفراد الجاليات، وبعض أشكال التحرش بالنساء المفترشات. وقال ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في جوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين إن الظاهرة تزداد بشكل واضح مع دخول موسمي الحج والعمرة، مشيرا إلى وجود حملات أمنية للقبض عليهم وإيداعهم في حجز الترحيل. وبين الحسين أن مديرية الجوازات تطبق إجراءات الخصائص الحيوية المتمثلة في التأكد من عدم تورطهم في قضايا أمنية أو جنائية كإجراء وقائي قبل ترحيلهم لبلدانهم، مضيفا «يتعذر نقلهم جميعهم للترحيل دفعة واحدة كونهم سيشكلون عبئا ويحتاجون إلى إيواء متكامل الخدمات». وحول جسر الستين الذي يشهد تجمعاتهم، قال «بات الموقع مشهورا ومعروفا بين الجاليات لمن يرغب في الترحيل، وعند وصول ناقلات الركاب التابعة للجوازات يصطفون ويتزاحمون أمامهم لإيداعهم في الترحيل».