أفاق الباكستانيون صباح الأمس وهم على موعد جديد لمواجهة الطلبنة، والحرب على الإرهاب ضد القبائل المدعومة من حركة طالبان والقاعدة في معركة شاملة على معاقلهم في منطقة وزيرستان الجنوبية، أكثر المناطق خطورة في منطقة القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية، بعد أن صعقتهم سلسلة الأعمال الإرهابية غير المسبوقة والأكثر دموية مما شهدته الباكستان خلال الأسبوعين الماضيين. وحسب المراقبين، فإن المؤسسة العسكرية، بعد أن أكملت عملية «الصراط المستقيم»، في إقليم سوات وتلقيها ضربة اقتحام مقر القيادة العسكرية في روالبندي أخيرا، لم يكن أمامها خيار آخر لإعادة هيبة العسكر والدولة إلا عبر الرد العسكري ضد معاقل طالبان الاستراتيجية في وزيرستان الجنوبية في معركة بقاء انتقامية يصفها المراقبون، بأنها مصيرية وطويلة المدى، ولايمكن التنبؤ بعواقبها وتداعياتها الإنسانية والعسكرية باعتبارها منطقة متاخمة للحدود مع أفغانستان، وعادة ما تتلقى الدعم اللوجيستي من حركة طالبان الأفغانية. وأفصحت مصادر عسكرية وسياسية موثوق بها، إن هناك تخوفا داخل أوساط المؤسسة العسكرية من احتمالات وجود اختراق من قبل الطالبان داخل الأجهزة الأمنية، باعتبار أن الهجمات الإرهابية الدامية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، استهدفت مقار أمنية محمية ومحصنة جيدا لايمكن اختراقها بسهولة، إلا أن مصادر حكومية نفت نظرية الاختراق الأمني، موضحة، إن انتحاريي طالبان ارتدوا بزات عسكرية وتمكنوا من اختراق الحواجز الأمنية. وبعد بدء العملية العسكرية في وزيرستان، كشفت مصادر أمنية ل «عكاظ», إنه تم إعلان حالة التأهب القصوى في جميع المدن الباكستانية الكبرى. في ظل ورود معلومات عن دخول انتحاريين داخل المدن الكبرى للقيام بعمليات انتحارية. وشهدت العاصمة إجراءات أمنية غير عادية، حيث تم وضع مراكز إضافية للتفتيش ونشر للقوات العسكرية في الدوائر الحساسة والمهمة. وأفاد المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أطهر عباس ل «عكاظ»، إن عملية وزيرستان ستستمر حتى تحقق أهدافها الاستراتيجية مؤكدا، إن الحكومة وزعماء الأحزاب السياسيين، أعربوا عن دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال شأفة المتشددين واستعادة سلطة الدولة في وزيرستان. وعلمت «عكاظ»، إن الجيش جند أكثر من 40 ألف جندي لمواجهة عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان. وفي ردود الفعل أفاد زعيم الجماعة الإسلامية السابق قاضي حسين أحمد ل «عكاظ»، إن الحرب ستؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء، وإن أمدها سيطول. مطالبا الحكومة بإيجاد حل سياسي بدلا عن استخدام القوة العسكرية. فيما أوضح المتحدث باسم حزب الرابطة الإسلامية صديق الفاروق ل «عكاظ»، إن الحزب يدعم الحكومة في الحرب ضد طالبان بيد أنه حذر من سقوط مدنيين وضرورة سرعة التعامل مع موضوع النازحين للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية. وقال حاكم إقليم المقاطعة الشمالية الغربية أكرم غني، إن الشعب الباكستاني سيواجه الحرب عبر التوحد لتحقيق الانتصار على ما سماهم المدمرين للبلاد. موضحا، إن قرار الحرب اتخذ بعد دراسة معمقة.