هم «التطلع» أصبح جزءا من حديثنا اليومي الذي نتداوله في دوائرنا الصغيرة والكبيرة، ولا تكاد تخلو أحاديثنا عن ذلك الهم من مفردات «لو» و «ليت» كمداخل رئيسية للتعبير عن الإخفاق، ونتقن بناء عليها تعليق شماعة الفشل في تحقيق التطلعات عند أقرب مخرج ممكن بإشهار سوط التقريع للمجتمع والبيئة والمحيط. لم يكن للسخط والهروب مكان في قاموس الناجحين؛ لأن الإصرار على تحقيق الأهداف يعطي أصحابه تساميا عن كل عائق، وعلى النقيض تماما يمارس متطلعو «الدلع» حالة من جلد المحيط العام قبل جلد ذواتهم، ويعلقون الإخفاق والفشل دائما على مشجب المجتمع، مرددين الإسطوانة المعتادة «يا أخي مجتمعك هذا محبط» و «لو كنت في غير هذا المكان لكانت لي قيمتي» و «يا ليتني كنت جذعا في مجتمع غير هذا»... ويصبح ذلك النظام «شبه المغلق» الذي تشكله مجموعة من الناس بعلاقاتهم وتفاعلاتهم وتأثيراتهم تحت وصف «المجتمع» هو القامع الرئيسي لكل تطلع وطموح، متناسين أن المجتمع هو أفراد يشكلون بنيته وسماته وقوالبه، وليس جينا مشوها يقول لكل من لاقاه «إن لك في الحياة أن تقول لا مساس»! سأكون أكثر وضوحا وأقول: لا يصنع المجتمع إلا إفراده، ولأننا نعشق الدعة والسكون أوجدنا قيدا اجتماعيا غليظا يربط بأغلاله كل من توجسنا منه ومن عمله «خيفة»، ولم نستمع إلى من يقول في يوم «لا تخف»، الأمر الذي قاد «ريشة» عقلنا إلى رسم لوحة قاتمة عن «المجتمع»، كانت عناصرها الفنية كامنة في تصرفات بعض أفراده القامعة لكل ناجح ومتفوق ونجيب، فأصبح «الغول» الاجتماعي ساكنا في نفوس المحبطين، يخاف «الفرد» من ردة فعله عند اقتحام الأفكار وما سكت الأفراد عنه دهرا. للأسف الشديد... نحن من خلق تلك القيود البالية وليس المجتمع الذي ألبسناه زورا وبهتانا تلك التهم، فإن تخلفنا قلنا «المجتمع» وإن هزمنا فتشنا عن «المجتمع» وإن فشلنا نعينا «المجتمع»، ولم ننادي يوما نفسنا الحاضرة ذات المشترك الإنساني مع أي نفس مبدعة أو فاشلة، قامعة أو محتضنة في هذا العالم الرحب الفسيح، ولم نسأل نفس «النفس» يوما: لماذا فشلت ونجح غيري؟ أحد الناجحين قال لي يوما «لو كان المجتمع رجلا لقتلته.. لأبرهن للفاشلين إنه ليس سبب فشلهم» أو بمعنى آخر: فتش عن نفسك قبل أن «تلعن» غيرك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة