وايت أصفر في طريقه لشفط مياه الصرف الصحي التي طفحت في مكان ما يحاول سائقه إفساح الطريق لوايت أبيض في طريقه لتعبئة أحد البيوت بالمياه العذبة التي انقطعت فجأة، أحد السائقين من أفريقيا والآخر من بنغلادبشي واللغة المعتمدة بينهما هي الأبواق وإشارات اليد والوجه، الطريق الضيقة مليئة بالأشغال والحفريات بينما بقية السيارات تنتظر نهاية هذا الحوار (الأفرو آسيوي ).. وخلف هذه الصورة تبدو عملية تطوير جدة مسألة في غاية التعقيد!. تراكمت الأخطاء الفادحة مع مرور السنوات فأصبحت المياه لا تسير تحت الأرض بل تحملها سيارات ضخمة تجوب الطرقات، انتشرت بحيرات الصرف الصحي في أنحاء المدينة السياحية الشهيرة فأنتجت سلاسات جديدة من البعوض، امتلأت الأحياء العشوائية بمخالفي الإقامة والمتسللين فأصبحت الجرائم المبتكرة مادة يومية للصحف، اقتربت حفر الطريق القديم من حفريات الطريق الجديد فأصبح الشارع المستقيم أشبه ما يكون بعلامة الاستفهام!. أفضل استثمار في جدة هذه الأيام هو شراء وايتين واحد للتعبئة والآخر للشفط، فهذا الاستثمار لا يضطرك لانتظار نهاية عملية التطوير التي سوف تحتاج إلى سنوات طويلة بل سوف تجني أرباحك على الفور، مشروعك الصغير هذا يأتي في خانة الاستثمارات المؤقتة فأنت تشارك في معالجة أخطاء الماضي وفي الوقت الذاته تساعد الناس على انتظار حلول المستقبل، وفي مثل هذه الظروف ليس ثمة استثمار أفضل من المشاريع المؤقتة!. ليس ثمة مكان في ( أوسع صدرا ) من جدة، ولكن شوارعها تضيق بالوايتات وبحرها يختفي خلف المشاريع السياحية فتحولت سعة الصدر من مزاج رائق إلى شعور باللامبالاة، فبرغم حب السكان لمدينتهم الساحرة إلا أنهم مع تراكم الأخطاء أصبحوا شركاء في اللعبة، فالخطأ الكبير يبرر حدوث آلاف الأخطاء الصغيرة!. يحتاج السائق الذي يمر في الشارع الضيق أن يتسلح بالصبر حتى ينتهي الحوار الصعب بين سائقي الوايتين، وتحتاج عملية تطوير جدة إلى صبر مضاعف كي تمر في هذه المدينة، وتبدو سنوات الانتظار مقلقة لأن كل سنة إضافية تعني وجود المزيد من الوايتات التي سوف تغلق الطريق!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة