أصبحت شوارع الطائف تعج بمختلف وسائل النقل، وخصوصا سيارات الأجرة «الليموزين»، والدباب الذي يمثل ظاهرة ملفتة للنظر، حيث لا يخلو شارع واحد من دباب بأربع عجلات يسير أمامك أو خلفك أو بجوارك، حيث لم تتأثر هذه الوسيلة بوجود الأجرة، التي بدأت تظهر بكثرة في الآونة الأخيرة، فأصحاب الدبابات لا يخشون الكساد، ويراهنون على نجاحها حتى مع كثرتها، وكثرة سيارات الأجرة، ويصفون وسيلتهم بأنها لا زالت الرقم الصعب في نقل الأشخاص أو طلباتهم. «عكاظ الأسبوعية»، استطلعت آراء عدد من أصحاب الدبابات، وناقشتهم حول ما إذا كانت الدبابات تشكل مظهرا غير لائق في شوارع المحافظة، وهل تمثل مصدر رزق حقيقي أساسي لهم، أم أنها هواية أكثر منها حرفة، وإلى أي مدى يؤثر كثرة عدد سيارات «الليموزين» في الشوارع على العمل والمنافسة. يرى سائق الدباب محمد السيالي، إن قضيتهم مع «الليموزينات» مثل قضية الصحف الإلكترونية مع الورقية، حيث قيل منذ أكثر من 10 أعوام، إن الأخيرة تهدد مستقبل الأولى، إلا أنها ما زالت هي المسيطرة على السوق الإعلامي المقروء، وهذا ما ينطبق على الدبابات، بحسب قوله، ويستطرد فمنذ ظهور «التاكسي» قبل أعوام عديدة توقع الكثيرون أنه سيتم القضاء على الدبابات، إلا أنني أرى أن العمل بالدباب ناجح، ومازال السوق يحتاجه، وكسب الرزق لا يزال كالسابق، ولم يتغير، فالناس في الطائف، وخاصة المقيمين اعتادوا على الدباب، حيث أن سعر المشوار فيها يقل 50 في المائة مقارنة مع أجرة «الليموزين»، وهذا ما يبحث عنه الزبون، فالراكب لا يريد سيارة فخمة بقدر ما يريد التوفير. ويقول سائق دباب آخر، عيضه السفياني: «الليموزينات» لا تخيفنا أبدا، بل أضافت مظهرها حضاريا إلى الشارع في الطائف، ويؤيد السفياني فكرة القضاء على الموديلات القديمة من الدبابات أسوة بسيارات الأجرة. السائق سالم المالكي، يجد متعة في التجول بالدباب في شوارع الطائف، ويرى إلى جانب كونه مصدرا للرزق، فإنه وسيلة جميلة للتجول في الشوارع، واعتبر هذا التجول أصبح عادة يومية بالنسبة له، لا يستطيع الاستغناء عنها وحتى لو بدون ركاب، ويقول «الدباب أصبح صديقي». ولإدارة مرور الطائف رأي آخر، حيث ذكر مصدر في إدارة المرور في الطائف، إن الدبابات مخصصة لنقل البضائع فقط، وكان يسجل ذلك على أبوابها في السابق، إلا أن أصحابها يستخدمونها لغير هذا الغرض، وهذا يخالف النظام، مؤكدا، إن غالبية سائقي الدبابات يتحايلون على الأنظمة، ويدعون أن الأشخاص الذين معهم إخوانهم، أو أصدقاؤهم، أو أقاربهم، وليسوا ركابا، كما يحملون في الصناديق كميات من البضائع و يدعون أنها للركاب الذين معهم.