أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه «لن تكون المملكة غائبة عن صدارة خيارات المواطنين الراغبين في قضاء إجازاتهم، ولا مسوغ لاستمرار غيابها عن منافسة الدول القريبة منها أو البعيدة عنها في مجال التنمية السياحية واستقطاب المواطنين السعوديين بوصفهم الجمهور الأول المستهدف من عدد من الوجهات السياحية في عدة دول. وأضاف في حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج تدريب مدربي الإرشاد السياحي التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الإرشاد السياحي (WFTGA) في فندق الماريوت في الرياض أمس الأول: من المخجل أن نتنازل عن المواطن الذي يذهب إلى الدول الأخرى لأنه لم يجد في بلده الخدمة السياحية التي ينشدها، والبرامج المتنوعة التي ينشدها هو وعائلته في جو من القيم التي يحافظ عليها داخل المملكة وخارجها. وقال «إن من الخطأ القول إن المجتمع لا يريد السياحة، أو أن المواطن لا يستطيع أن يعمل أو ينتج في قطاع السياحة، أو إن بلادنا ليس فيها مقومات سياحية، فقد أصبحت هذه مقولات خاطئة بعدما حققت السياحة في المملكة قفزات ملموسة في هذه المجالات ومقدارا كبيرا من القبول الاجتماعي، وتبددت هذه الجدلية بكمية الطلب والضغط الكبير من المناطق والمحافظات على الارتقاء بالخدمات السياحية وتنفيذ المزيد من البرامج والفعاليات الجاذبة للسياح، لما لمسوه من فوائد اقتصادية وتعريفية بمناطقهم للمواطنين الزائرين بوصفهم الجمهور المستهدف بجميع البرامج السياحية في المملكة». وأكد على تميز المملكة بكونها دولة عظيمة خرجت منها أعظم رسالة للإنسان، مشيرا إلى أن «الوطن يحقق كل يوم إنجازا في هذه المعادلة وهي معادلة القيم مع التطور، والتنمية مع الاستقرار، والانفتاح مع الثقة، ونعيش في كنف وطن من أجمل بلاد الدنيا»، مبديا سموه أسفه على أن كثيرا من المواطنين يعرفون البلاد الأخرى أكثر من معرفتهم وطنهم، وأضاف: هذا الوطن الجميل بكل ما يحويه من مناطق جميلة ومتنوعة بحاجة إلى أن يتعرف عليه أبناؤه قبل غيرهم وأن يجولوا في مناطقه الرائعة قبل تجولهم في مناطق خارجه. وأوضح سموه أن السياحة اليوم ليست المهرجانات والفعاليات وحسب، بل هي الوسيلة المهمة لتعزيز الانتماء والتعريف بما تحقق في بلادنا من منجزات حضارية، مشيرا إلى أن حضور المهرجانات الوطنية في صيف العام الماضي تجاوز العشرة ملايين من المواطنين والمقيمين وهي أرقام عالية لها عوائدها الكبيرة على اقتصاديات المناطق في المملكة. من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله بن سليمان الوشيل مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن هذه الدورة والتي تعد الأولى ضمن سلسلة لتأهيل المدربين ضمت 20 من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والمهتمين بمجال الإرشاد السياحي أنهوا أسبوعين من التدريب النظري والتطبيقي في مجال تدريب المدربين على الإرشاد السياحي، مشيدا بالتفاعل الذي أبداه المشاركون مع الخبراء الدوليين الذين قدموا البرنامج.