أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه لن تكون المملكة غائبة عن صدارة خيارات المواطنين الراغبين في قضاء إجازاتهم، و لا يسوغ استمرا غيابها عن منافسة الدول القريبة منها أو البعيدة عنها في مجال التنمية السياحية و استقطاب المواطنين السعوديين بوصفهم الجمهور الأول المستهدف من عديد من الوجهات السياحية في عدة دول، وأنه لايمكن التنازل عن المواطن الذي يذهب للدول الأخرى لأنه لم يجد في بلده الخدمة السياحية، و البرامج المتنوعة التي ينشدها هو وعائلته في جو من القيم التي يحافظ عليها داخل المملكة و خارجها . وقال سموه في الكلمة التي ألقاها اليوم في حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج تدريب مدربي الإرشاد السياحي التي نظمتها الهيئة على مدى الأسبوعين الماضيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الإرشاد السياحي (WFTGA) بالرياض // إن من الخطأ القول أن المجتمع لا يريد السياحة، أو أن المواطن لا يستطيع أن يعمل أو ينتج في قطاع السياحة، أو أن بلادنا ليس فيه مقومات سياحية فقد أصبحت هذه مقولات خاطئة بعد أن حققت السياحة في المملكة قفزات ملموسة في هذه المجالات و مقداراً كبيراً من القبول الاجتماعي، و تبددت هذه الجدلية بكمية الطلب و الضغط الكبير من المناطق و المحافظات على الارتقاء بالخدمات السياحية و تنفيذ المزيد من البرامج و الفعاليات الجاذبة للسياح، لما لمسوه من فوائد اقتصادية و تعريفية بمناطقهم للمواطنين الزائرين بوصفهم الجمهور المستهدف بجميع البرامج السياحية في المملكة// . وأكد سموه تميز المملكة بكونها دولة عظيمة خرجت منها أعظم رسالة للإنسان، مشيرا إلى أن الوطن يحقق كل يوم إنجازا في هذه المعادلة وهي معادلة القيم مع التطور، والتنمية مع الاستقرار . وشدد على أن هذا الوطن الجميل بكل ما يحويه من مناطق جميلة ومتنوعة بحاجة إلى أن يتعرف عليه أبناؤه قبل غيرهم وأن يجولوا في مناطقه الرائعة قبل تجولهم في المناطق الخارجيه" وأوضح سموه أن السياحة اليوم ليست المهرجانات والفعاليات وحسب بل هي الوسيلة المهمة لتعزيز الانتماء والتعريف بما تحقق في بلادنا من منجزات حضارية، مشيرا إلى أن حضور المهرجانات الوطنية في صيف العام الماضي تجاوز العشرة ملايين من المواطنين والمقيمين وهي أرقام عالية لها عوائدها الكبيرة على اقتصاديات المناطق في المملكة. وقال // كل المؤشرات تبرهن على أن قطاع السياحة - متى ما تم دعمه بالشكل الذي تدعم به القطاعات الاقتصادية الكبيرة في المملكة- يمكن أن يكون رافداً مهماً للاقتصاد الوطني و أحد أكبر القطاعات توظيفاً للقوى البشرية المواطنة، إضافة إلى أنه سيكون رقماً مهماً في إحداث التنمية بمفهومها الشامل في المناطق والمحافظات على امتداد المملكة // وأعرب سموه عن سعادته برؤية الخريجين المؤهلين لتسلم هذه المهمة الوطنية التي تعد من المهمات الممتعة، معبراً عن اعتزازه بكونه أحد المرشدين السياحيين المرخصين، و أنه يمارس هذه المهمة مع السياح من المواطنين و ضيوف الدولة والمسئولين، خاصة وأنه يجد متعة وهو يرى وجوه الناس تنبهر بهذا البلد العظيم. وبين سموه أن الإرشاد السياحي اليوم أصبح صناعة كبيرة ومصدر رزق كبير مشيرا إلى أن السياحة اليوم أصبحت قطاعاً اقتصادياً قادرة على إيجاد فرص استثمارية ووظيفية في المحافظات والبلدات الصغيرة كما أنها يمكن أن تكون بديلاً عن التنمية الزراعية التي تراجع الإقبال عليها في كثير من المناطق و المحافظات ما أدى إلى اختلال اقتصادي في تلك المواقع و شح في الفرص الوظيفية أو الاستثمارية فيها، و هو ما يمكن أن تعيد السياحة التوازن له و تسهم في إعادة الاستقرار الاقتصادي بل و تتفوق على ما كانت عليه . من جانبه أوضح مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عبدالله بن سليمان الوشيل في كلمته التي القاها في الحفل أن الدورة تعد الأولى ضمن سلسلة لتأهيل المدربين ضمت (20) من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والمهتمين بمجال الإرشاد السياحي الذين أنهوا أسبوعين من التدريب النظري والتطبيقي في مجال تدريب المدربين على الإرشاد السياحي مشيداً بالتفاعل الذي أبداه المشاركون مع الخبراء الدوليين الذي قدموا البرنامج . // انتهى // 2004 ت م