دعا الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إلى ضرورة صياغة رؤية أمنية عربية شاملة في مؤتمر وزراء الداخلية الذي انعقد في شرم الشيخ؛ انطلاقا من المسؤولية التاريخية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من قيمة موقعها وأهميته، حيث تأسس المكان على ما هو روحي وديني ومن خلال الموقع الجغرافي والقيمة التي عبر عنها الدور السياسي والمتزن والمتوازن لهذا الدور، وذلك باتجاه كل القضايا ونحو كل المسائل المصيرية والمفصلية للأمة العربية والإسلامية والوزن السياسي والاقتصادي وهذا الحضور السعودي إقليميا وعربيا وعالميا. هذه الدعوة انطلقت من مصر، حيث يزورها سموه وحيث تتجلى في هذه الزيارة عمق العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والرؤية الاستراتيجية العميقة التي تستشرف المستقبل؛ انطلاقا من رؤية الراهن ومعالجته والبحث عن حلول له، خاصة أن هناك ملفات شائكة مثل الإرهاب والبحث عن صياغة جديدة لمواجهة ومجابهة ثقافة القتل والعنف والترهيب. إن دوائر الاحتقان والتوتر في العالم العربي والإسلامي، بدءا من الوضع في العراق القائم على التجاذبات المذهبية والسياسية، إضافة إلى ظهور الحالة اليمنية الممثلة في المواجهة القائمة بين الدولة والحوثيين في صعدة، وما يحدث في الصومال والسودان، وغيرها من الدوائر هنا وهناك والملفات الشائكة المتداخلة، كل ذلك يستدعي قراءة جدية وجديدة ومختلفة للحالة الأمنية العربية. من هنا، تأتي أهمية الدعوة إلى مشروع أمني عربي يحفظ للمجتمع العربي والإسلامي تماسكه من الداخل؛ ارتكازا على وجود رؤية ثقافية ومعرفية تحفظ تماسك المجتمع من اتساع بؤر التوتر والاحتقان. هذا المشروع الأمني والعربي والإسلامي -الذي دعا إليه الأمير نايف بن عبد العزيز- من شأنه أن يجعل الهم الأمني هو الهم الأول والهاجس الأساسي في المرحلة المقبلة، ذلك أن الأمة تتعرض لاختراقات أمنية ومذهبية تحاول زعزعة المفاصل المهمة والحساسة في الأرض العربية وخلق مشروع آخر مواز للمشروع العربي. إن مفهوم الأمن الشامل والعميق هو ما ينبغي أن يتأسس في هذه المرحلة وذلك من أجل الحفاظ على أمن الأمة في راهنها ومستقبلها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة