لا يخلو عمل الصحافي من المتاعب، إذ لا ينتهي عمله بمجرد نشر مقاله أو تحقيقه، بل إن المخاطر تبدأ عند نشر عمله، وهذا ما حدث مع الصحافي السويدي دونالد بوستروم، الذي أجرى تحقيقا حول قيام إسرائيل بسرقة أعضاء مواطنين فلسطينيين والمتاجرة بها، إذ كشف أنه تعرض للتهديد بعد نشر المقال. وقال بوستروم في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية دمشق الأحد، إنه تلقى مئات رسائل التهديد، ثلاث منها تهديد بالقتل وصلت عبر البريد الإلكتروني. وأضاف، إن التحقيق الذي نشرته خلق لي الكثير من المصاعب وجعل من الصعب أن أجد عملا في أماكن أخرى أو أن أكلف بمهمة أخرى من قبل صحيفتي. وأوضح بوستروم، إنه يشعر بخيبة أمل تجاه الحكومات العربية بشكل عام والسلطة الفلسطينية تحديدا، فهي لم تقم بأي رد فعل ولم ترفع الأمر إلى الأممالمتحدة، مضيفا، «كما أشعر بخيبة أمر خاصة حيال السلطة التي لم تفعل شيئا تجاه العوائل الفلسطينية». وأشار إلى «الموضوع كان معروفا لدى قادة السلطة وياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل) والصحف الفلسطينية كانوا يعلمون بالموضوع الذي ظهر ومن ثم اختفى». وتابع، هذه هي المرة الأولى التي أهدد فيها، أما المستقبل فلا أعرفه ولكن سيكون هناك ثمن وستكون الكلفة باهظة، ومثلما ازداد عدد أصدقائي بعد نشر المقال ازداد أيضا عدد أعدائي. وأوضح، إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في موضوع السرقة من ثلاث جهات، أولها قتل الشخص بدون محاكمة والثانية أنها سحبته أمام عائلته والثالثة أنها أعادته وقد شرح وسرقت أعضاؤه، وبالمحصلة إسرائيل محمية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن علينا كصحافيين أن نشرح ما يجري. ولفت بوستروم إلى أن «أي شخص يتهم بمعاداة السامية يحرم من زيارة دول كثيرة مثل الولاياتالمتحدة». وكشف بوستروم عن وجود «أربع مقابر في الضفة الغربية يوجد فيها أشخاص غير معروفين إحداها موجودة في الجولان». وبدأ دونالد بوستروم ممارسة العمل الصحافي منذ العام 1984، وبدءا من شهر ديسمبر من العام 1985 بدأ بالكتابة عن الشرق الأوسط وعن الصراع العربي الإسرائيلي، حيث كتب العديد من المقالات وألف خمسة كتب بالإضافة إلى تقديم العديد من البرامج التلفزيونية.