تبددت آمال الفلسطينيين والعرب، في الوصول إلى مصالحة فلسطينية، تنهي حالة الانقسام والتشرذم في الجسد الفلسطيني، بعد أن أظهر التراشق الإعلامي بين الرئيس الفلسطيني أبومازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الخطابين اللذين ألقياه أمس الأول، مدى الاختلافات والتباينات في توجهات السلطة والحركة، وفي نفس الوقت مستقبل السياسات التي ينوي الطرفان انتهاجها حيال قضية المصالحة، إذ أفاد الرئيس الفلسطيني، إن حملة حركة حماس حول تأجيل نقاش تقرير جولدستون كشفت عن أهدافها للتهرب من استحقاقات المصالحة الوطنية، في حين رأى مشعل إن ماورد في خطاب أبومازن «محاولة للتهرب من مسؤولياته تجاه فضيحةجولدستون». ويرى مراقبون فلسطينيون إن الحديث عن مصالحة ووحدة فلسطينية على الأقل في المرحلة الحالية، أصبح ضربا من الخيال، موضحين ل «عكاظ»، إن المصالحة أصبحت في مهب الريح. وأفادوا إن حماس تريد أن تحقق أكبر قدر من المكاسب السياسية، بعد إخفاق السلطة في التعامل مع قضية تقرير جولدستون واستغلاله انتخابيا في حين ترغب فتح الوصول إلى مصالحة سريعة تنهي الجدل الدائر في قضية تأجيل التصويت على التقرير. وأفاد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية في فتح، إن السلطة كانت ولاتزال حريصة على المصالحة، بيد أنه قال إن ما ورد على لسان مشعل أجهض مشروع المصالحة الفلسطينية ونسف الجهود المصرية الراعية للحوار الفلسطيني. وقال إن حماس كانت دائما وراء تعطيل المصالحة، خاصة عندما نصل إلى مراحلها النهائية. من جهته، أشار مشير المصري المتحدث باسم حماس، إن خطاب عباس هو تهرب من المسؤولية عندما حدث بحق «تقرير جولدستون»، موضحا، إن الخطاب متناقض، على حد زعمه ولا يخدم أجواء المصالحة، وأفاد « كنا نأمل أن يحمل الخطاب اعترافا بالخطأ»، موضحا، إن تأجيل موعد المصالحة أصبح أمرا حتميا في ظل الظروف الحالية. وعلمت «عكاظ»، من مصادر فلسطينية، إن القاهرة ستقود تحركا سريعا لاحتواء الأزمة الحالية بهدف الوصول إلى توافق حيال موعد المصالحة الذي من المتوقع أن يكون بعد عيد الأضحى، خاصة أن المرحلة القادمة تتطلب التهدئة بين فتح وحماس، ووقف الحر ب الإعلامية بين الطرفين. وعبرت مصادر في الجامعة العربية ل «عكاظ»، عن استغرابها وصدمتها للتراجع الذي حدث في مشروع المصالحة الفلسطينية، مطالبة جميع الفصائل بالعودة إلى الحوار وحل القضايا العالقة بعيدا عن التراشق الإعلامي الذي لايخدم مصلحة القضية الفلسطينية.