كلمتان لهما نفس الأحرف، ولكن شتان بين معانيهما، فهي مختلفة كاختلاف الليل والنهار، فالأولى فيها الوجع والتحسر واليأس، والثانية فيها الرجاء والتفاؤل والحياة المشرقة. نصبر لألم حتى يتحقق الأمل، ففي صبرنا منجاة لنا حتى لو لم يخف الألم فإن أجر الصبر عظيم، وبذلك حققنا الأمل حتى لو كان غير محسوس. إذا داهمك أمر عصيب فلا تنظر إلى الجانب الأليم منه، ولكن انظر إلى الجانب المليء بالأمل والإشراق، فسبحان من قال: « وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم». تذكر أن أية مصيبة أو ألم يحاصرك فهو فيه آمال عديدة، فهو تكفير لذنوبك، وكسر لغرور نفسك، وأيضا حتى يسمع الله صوتك عندما تدعوه وتلح عليه. الألم نعمة، فالأم تتألم وترى الموت بعينيها في حالة ولادتها لترى الأمل المقبل وهو طفلها وحين يخرج إلى دنياه تبتسم وتنسى كل ما مر بها من آلام، والمبدع أو صاحب رسالة ما لابد منه أن يتألم ويعيش المعاناة حتى ينضج عمله ليبهر به الناس ويؤثر فيهم، فلو لم يذق طعم الألم ومرارة الفشل لخرجت رسالته باردة، ليس فيها روح الحماس ولا حرارة التفاعل معها. إنعام السهلي