يكدح بعض الآباء من أجل بناء حياة أبنائهم وأسرهم ساعين إلى تأمين العيش الكريم لهم وبناء سكن يقيهم مؤونة الإيجارات السنوية وقد يترتب على قيامهم بالبناء بعض الديون التي تنشأ نتيجة ارتفاع التكاليف، وقد يرحل رب الأسرة قبل أن يمن الله عليه بسداد ذلك الدين تاركا لأبنائه فيلا أو عمارة مؤملا أن يفوا بما عليه من دين لاسيما أنه قد أحسن إليهم في حياته وجعلهم يعيشون مستورين مستغنين عن الآخرين ساكنين في دار تساوي أضعاف الدين الذي عليه. ولكن الذي يحصل من بعض الأبناء أنهم يتقاعسون عن الوفاء بدين والدهم ويتهربون من مطالبات الدائنين الذين قد يكون بعضهم قريبا للأسرة أو من أصدقاء «المرحوم»، وربما يستغلون حياء بعض الدائنين عن المطالبة بحقهم شرعا، فتمضي سنوات طويلة على وفاة رب الأسرة وديونه معلقة في رقبته يحاسب عليها لأن الذين لا خير فيهم تركوه يواجه ذلك المصير وهم يتنعمون بما تركه لهم من خير. ولو فتح أحدنا مثل هذه السيرة في مجلس اجتماعي لسمع عددا من الحكايا عن أبناء عاقين تنعموا بالتركة وخالفوا أمر الله القاضي بألا توزع تركة الميت إلا من بعد إنفاذ ما أوصى به من وصية وسداد ما عليه من دين. وقد جعل هذا الواقع بعض الذين لديهم فضول أموال أو عقارات يتوجسون خيفة من تصرفات أبنائهم من بعدهم حتى بلغ التشاؤم بهم إلى حد قولهم: «لا تتركوا للوارث ولا حزمة كراث». وقد سمع رجل أحد أبنائه يهمس في أذن شقيقه قائلا: متى يرحل الشايب وننعم بالعمارات والأرصدة فصدمه ماسمعه. ولم يكن أولئك الأبناء الجاحدون على علم بأنه سمع ماقالوه، وكانت ردة فعله أن خرج للتو إلى المحكمة وأوقف جميع عماراته، وأعمل في أرصدته الصدقات حتى لم يبق لهم شيئا مذكورا، ثم عاد مرددا المثل السابق «لا تدع للوارث ولاحزمة كراث». وماذكر لا يعني عدم وجود أبناء بررة ولكنه يؤكد وجود حالات من الجحود والعقوق.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة