قدمت القاهرة، الوسيط في المصالحة الوطنية بين حركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني فتح، بندا على لائحة وثيقة إنهاء الانقسام الداخلي، دون أي تغيير في بنود الورقة المصرية السابقة، وفق مصادر فلسطينية مطلعة. وقالت، إن القاهرة أضافت عقب موجة الغضب التي أعقبت تأجيل السلطة الفلسطينية النظر في تقرير القاضي ريتشارد جولدستون، الخاص بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بندا يتعلق بالمرجعية السياسية في الفترة الانتقالية التي ستعقب توقيع الاتفاق إلى وقت الانتخابات. وأوضحت المصادر، إن القاهرة تريد تكوين مرجعية فلسطينية تجمع بين السلطة في الضفة الغربية والأمناء العامين للفصائل، تتلخص مهماتها في التوافق داخليا على أي مشروع سياسي يطرح على الجانب الفلسطيني. ونبهت المصادر إلى أن مصر عرضت ذلك على حركة حماس التي رحبت بالخطوة، وعدتها ذات أهمية كبيرة. ونفت أن تكون القاهرة وافقت على طلب تأجيل الحوار لشهرين أو لما بعد عيد الأضحى، قائلة إنه رغم تفهم مصر لموقف حماس من طلب التأجيل فضلت تهيئة الأجواء حاليا والالتزام بالموعد المحدد سابقا وهو ال 26 من الشهر الجاري أو تأجيله لبداية الشهر المقبل كأقصى حد. وتضغط مصر، حسب المصادر نفسها، على السلطة الفلسطينية لتفادي تصعيد الأوضاع وتدفعها في اتجاه التراجع عن قرارها المنفرد بشأن تقرير جولدستون. وتابعت، إن المصريين اشترطوا أن يجري توقيع الاتفاق دون أي اعتراض من الطرفين ودون أي تعديل، فيما سيتم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في 28 يونيو المقبل. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة طلبت من حماس ردا واضحا وحاسما حول مجمل القضايا التي تصاحب التأجيل قبل أن تتخذ القاهرة موقفا واضحا من الجهة التي ستتهم بتعطيل الاتفاق وما يترتب عليه من إجراءات على الأرض وتطورات على المستوى السياسي. إلى ذلك، عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا البارحة الأولى برئاسة الرئيس محمود عباس، لبحث عدد من القضايا الطارئة في الساحة الفلسطينية، ومن بينها زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل للمنطقة، إضافة إلى الأوضاع الخطيرة في القدسالمحتلة وما تتعرض له من هجمة إسرائيلية شرسة، كما ناقشت اللجنة المركزية تقرير جولدستون وملابسات تأجيل التصويت وما رافقها من حملة محمومة من إسرائيل وتورط حماس في هذه الحملة التي تستهدف الشرعية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وبشأن الحوار الوطني واتفاق المصالحة، أكدت اللجنة المركزية أن حركة فتح وهي تعبر عن ترحيبها بالدعوة المصرية لتوقيع اتفاق المصالحة، تبدي حرصها على إنجاحها، فإنها، وفي الوقت ذاته، تستهجن تهرب حركة حماس المستمر من المصالحة ومن محاولتها تأجيل التوقيع على الاتفاق واستغلالها لقضية تقرير جولدستون.