ما الذي سيحدث لو أن غالبية الإعلام الرياضي انشغل بمناقشة عدم وجود فرص عمل حقيقية في 155 ناديا، بالطريقة التي انشغل وأشغل الرأي الرياضي في قضية نادي القرن؟ هكذا جاء السؤال بعدوانية ليجبرني على التفكير بقضية فرص العمل، قبل أن أمضي في هذه القضية، علي أن أنبه بأنني لست ضد من يناقش لقب «نادي القرن»، ويجعلها قضية مصيرية، فمن يؤمن بحرية الرأي عليه ألا يفرض قضيته أو فكرته على أنها هي الأهم وباقي القضايا وهمية، فما هو وهمي بالنسبة لك قد يكون مصيريا بالنسبة للآخر، ومع هذا يمكن لي القول: إن عدم وجود فرص عمل حقيقية في الأندية تستحق أن تأخذ حيزا من النقاش، لأننا هنا نتحدث عن غياب ما لا يقل عن 200 ألف فرصة عمل، وهذا الغياب أثر على تطور الرياضة. ولتتضح الصورة لدى القارئ، فإن ما عنيته في الفرص الحقيقية، هي أن تكون المداخيل الشهرية للعامل في النادي موازية لما هو موجود في القطاع العام والقطاع الخاص، ومن ينظر للراتب الشهري المقرر من قبل المؤسسة الرياضية لأخصائي العلاج الطبيعي خريج الجامعة ونظيره في المستشفيات العامة والخاصة، سيجد هناك فارقا كبيرا بينهما فالراتب المقر من المؤسسة الرياضية لا يتعدى 1700 ريال. أيضا مسألة تسليم المرتبات في وقتها غير متحققة ، فالعامل في النادي يستلم كل 3 أشهر وأحيانا يصل ل 9 أشهر أو أكثر، ناهيك عن مسألة التأمين الطبي، أو درجة تحت بند التقاعد أو التأمينات، ليستحق بعد 25 عاما راتب تقاعد تصرفه المؤسسات لهذا العامل في الأندية، فهي غير موجودة كذلك التأمين الطبي. إذن غياب كل هذه الأمور أفقدت المجتمع فرص عمل حقيقية وكثيرة، بسبب سوء في التخطيط، وهذا الغياب أثر في تطور الرياضة. فعدم وجود أمان وظيفي جعل العاملين في الأندية ينقسمون لقسمين، الأول وهو مشجع يحب النادي لكنه لا يملك قدرات إبداعية لتطوير الرياضة سوى «شدو حيلكم يا شباب». الفئة الثانية وهي فئة قادرة على العمل ولديها ما تقدمه، لكن مأزقها أن لديها عملا آخر يستنزفها 8 ساعات لغياب الأمان الوظيفي في الأندية، وأظن لا يمكن لنا مطالبة شخص عمل 8 ساعات في مكان آخر ليؤمن مستقبله، أن يعمل بنفس القدرة، فعمله الرئيسي استنزفه، مع ملاحظة أن هذه الفئة أقلية. خلاصة ما أود قوله: ألا تستحق مثل هذه القضية أن ينشغل بها الإعلام الرياضي ويناقشها، فما حدث من شغب من بعض العاطلين في الملاعب، يجعلنا نتوقف كثيرا أمام هذا الشغب، فهؤلاء الشباب أغلبهم عاطلون عن العمل، ويخيل لي لو أن لديهم فرص عمل حقيقية لن يقوموا بهذا الشغب حتى لا يخسروا أعمالهم، وأكاد أجزم لو أوجدت المؤسسة الرياضية فرصا عمل حقيقية كانت ستقلل من عدد الشباب العاطل، وستساعد الأمن بطريقة غير مباشرة. فالمعروف أن الجريمة مرتبطة بالبطالة، فكلما زادت البطالة زادت الجريمة، وبالتأكيد إيجاد 200 ألف فرصة عمل حقيقية في القطاع الرياضي لن يطور الرياضة فقط، بل وسيقلل من نسبة الجريمة. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة