تشكل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية ولقاؤه أخاه الرئيس السوري بشار الأسد نقطة تحول تاريخية، ليس في تاريخ العلاقات السعودية السوريه فحسب، ولكن في تاريخ العلاقات العربية، بوصفها زيارة مفصلية تدخل في تأسيس خطاب سياسي جديد، ولحظة عربية جديدة تتجه اتجاها مباشرا لإعادة النظر في مفهوم العلاقات، وكيف ينبغي أن تكون؛ حرصا على تماسك الأمة العربية من حالة التشرذم والتشتت السياسي، وذلك من خلال توحيد المواقف وتماسك المواقع، من أجل أمة عربية أكثر توحدا واتحادا وتماسكا، وأكثر شعورا بالمسؤولية التاريخية أمام الأجيال الجديدة وأمام التحديات، ما يجعل هذه الأمة قوة حقيقية في مواجهة أعدائها وخصومها. إن مشروع المصالحة العربية العربية، الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت، هو مشروع حوار بناء وتنمية ورؤية أخلاقية، عبر لغة صادقة لما ينبغي أن تكون عليه الحالة العربية، من أجل أن تكون أكثر قوة من الناحية السياسية والثقافية والاجتماعية، وجعلها أكثر قربا واقترابا من قضيتها المصيرية، في عصر لم يعد فيه وجود إلا للأقوياء، ولا قيمة فيه لأحد إلا من خلال الوحدة والتفاهم والحوار وقوة العلم والمعرفة. لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد هو لقاء تاريخي بامتياز، ليس بوصفه لقاء سوف يلقي بظلاله على العلاقات الثنائية بين المملكة وسورية فقط، ولكنه سوف يلقي بظلاله راهنا ومستقبلا على الأمة العربية والإسلامية في إعلاء مصالحها عبر محور السعودية مصر سوريا، وهو محور من شأنه أن يعطي للكلمة الواحدة القوية حضورها وقوتها، بعيدا عن الخطاب الإعلامي والسياسي القائم على المزايدات وتوزيع الاتهامات هنا وهناك. إنها زيارة، يبدأ من خلالها وعبرها موقف عربي جديد، أكثر اتجاها للمستقبل، وأكثر وعيا بمتطلبات اللحظة التاريخية وتداعياتها أيضا. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي او 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة