استغرب عدد من المراقبين ورجال الأعمال، وجود مجموعة كبيرة من المرشحين الذين لا تزيد أعمارهم على 37 عاما في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في جدة في دورتها العشرين التي تنظم مطلع الأسبوع المقبل. واعتبر هؤلاء أن عزوف الكثير من رجال الأعمال ذوي الخبرة الكبيرة عن الترشح، فتح الباب أمام المرشحين الشباب للمنافسة على مجلس إدارة الغرفة وتسلم زمام الأمور لمدة أربع سنوات (فترة ولاية مجلس الإدارة). وأشاروا إلى أن غرفة جدة تعتبر الغرفة السعودية الأولى في الأهمية، خصوصا أنها تشكل رافدا اقتصاديا مهما يخدم أصحاب الأعمال الصناع والتجار، والمستهلكين على حدا سواء، وبالتالي فإن من يصل إلى مجلس إدارتها يجب أن تكون لديه الخبرة الكافية التي تساعده على التطوير وعلى الإلمام في الوقت نفسه ببواطن الأمور الاقتصادية والتجارية . وجاء في نظام ولائحة انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المملكة أنه يجب ألا يقل سن المرشح لانتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية عن ثلاثين عاما، ومن الممكن أن يسمح لمرشح يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما إذا كان حاصلا على شهادة جامعية ذات علاقة بالأعمال التجارية والصناعية. كما يجب أن يكون المرشح قد اشتغل بالتجارة أو الصناعة مدة ثلاث سنوات متوالية، ويجوز لوزير التجارة تخفيض هذه المدة إلى سنة واحدة لمن يحمل شهادة جامعية ذات علاقة بالأعمال التجارية والصناعية. وانطلاقا من هذا الواقع توقع المراقبون أن يحصل المرشحون الشباب الذين يخوضون التجربة الانتخابية للمرة الأولى على عدد من المقاعد في المجلس الجديد، والذين سيكون لهم التأثير فيه بشكل واضح خلال السنوات المقبلة. واعتبر أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أنه يجب أن يصل إلى مجالس إدارة الغرف التجارية رجال الأعمال أصحاب الخبرة ومن لديهم علاقات كبيرة وأصحاب التفكير الاستراتيجي. مشيرا إلى أن وجود المرشحين الشباب في انتخابات الغرف أمر جيد إلا أنه يجب عليهم أن يصلوا من خلال السلم وليس بالقفز على السلالم حتى لا يضروا بالمؤسسات. وأكد على ضرورة دعم المرشحين أصحاب الخبرة والمتمرسين على العمل لسنوات طويلة. وكشف عن وجود عدد من المرشحين الشباب في قائمة الترشيح لانتخابات غرفة جدة ممن ليست لديهم شهادات عليا. فيما اعتبر الكاتب الاقتصادي عصام خليفة أن وجود رجال الأعمال الشباب بالتساوي مع رجال الأعمال أصحاب الخبرات الطويلة في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة أمر ضروري، من أجل إحداث النقلة النوعية التي تنتظرها غرفة جدة لمواكبة التسارع التجاري،