عندما تنظر في حاويات النفايات الكبيرة في الشوارع، أو تذهب على مكبات النفايات، وترى الأطنان التي يتم طمرها، تعرف أننا بلا شك نشترى من ورق التغليف، والمعادن، والفلين، والبلاستك، وغيرها، وأن أكثر مما نشتري من الأغذية، والكماليات، والأجهزة، والأدوية يذهب إلى أماكن النفايات، وتعرف أيضا أننا شعب يستنزف موارده بشراء أكثر من حاجته بكثير، ويصرف على ما لا يحتاج إليه مليارات الريالات، وكله يذهب لمكب النفايات، وتعرف أيضا أن إدارة الاقتصاد الشخصي، والأسري لدى كثيرين منا تصل إلى مستوى الارتجال، والتسوق الترفيهي بدون وعي وتخطيط وتدبير لأننا حديثي عهد باقتصاد السوق، ونخضع للمغريات التسويقية، ونتصرف بالعاطفة أكثر مما نتصرف بالعقل في حساب مواردنا، وتفصيل حاجتنا على قياس مواردنا، وإدارة مدخراتنا لأيام العجز، والشيخوخة، وظروف الحياة. الناس هنا تذهب لأسواق صممت بشكل ترفيهي، فتغرق في السياحة والتجوال، ويستمتعون بالجو الاجتماعي المحرومين منه في الأوضاع التقليدية، وينسون محدودية الدخل مهما كان كبيرا، ويخضعون لاستهواء الشراء المسرف، وفي نهاية النهار يجدون أن معظم ما اشتروه لا حاجة لهم به أو أنه عندهم ونسوا أنه عندهم. هذه الحال تحتاج إلى تحرك من جمعيات حماية المستهلك، فدورها التنويري حول اللعبة التجارية التي يتضامن فيها التجار مع الغرف التجارية ووزارة التجارة يحتاج إلى مواجهة تعليمية عبر كل الوسائل لقصر الشراء على الضروريات، وعدم الخضوع لاستهواء المعروضات، ووضع نطاق لمشتريات لكي لا يندموا على ما صرفوا عند العودة للمنزل. الذين يقرؤون هذا المقال من المحتاجين للنصيحة أقترح عليهم، أولا: عدم أخذ مبلغ كبير من المال، بل ما يكفي الترفيه في المطاعم، والملاهي، والمقاهي في هذه الأسواق الجديدة، ثم التجوال وتحديد سلع معينة يعرفونها ويعرفون أماكنها، وبعد العودة للمنزل والخروج من حالة الاستهواء المكاني التفكير بعقل حول هذه السلع، وهل هم حقا بحاجة إليها، إن كان الجواب نعم، فما مدى قدرتهم على شرائها من الناحية المالية، إذا وجدوا أنهم سيشترونها دون الإضرار بدخولهم ومدخراتهم فليقرروا الشراء، لكن اتخاذ قرار في مكان البيع، وعندما نرى السلعة مباشرة أمر خاطئ. وثانيا: عند قرار الذهاب للسوق علينا تحديد ما نريد بدقة تامة من الملابس والكماليات ونتأكد أين هي موجودة، وبعد ذلك الذهاب للسوق، والاتجاه مباشرة لمحل بيع احتياجاتنا وشرائها، لنطفئ جشع التسوق الذي يسببه الإغراء، ثم نبقى بالسوق ما شئنا للترفيه بشعور المكتفي. أما إذا مارسنا سلوكنا الاستهلاكي بأسلوب الكثير منا حاليا، فنهاية مشترياتنا مكبات القمامة كما ذكرت في أول هذا المقال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة