أكثرنا يذهب للسوق ليشتري ما يريد من الحاجات الضرورية، فيعود بكثير من المشتريات التي لا يحتاج إليها، وقد ينسى بعض الأشياء التي ذهب لشرائها، فللسوق إغراء ساحر، يجرنا نحن السعوديين، للاستهلاك المفرط، ويبدو أن لا شيء يغير حالنا الاستهلاكية الباذخة، ولا شيء يشبع نهمنا للشراء، سواء كنا من الميسورين، أو كنا ممن قدر عليه رزقه من محدودي الدخل، أو ممن يستدينون للشراء ما يفوق دخولهم. الاستهلاك المفرط مرض السعوديين المزمن، مرض لم ينفع معه تطور، وازدهار حياة السعوديين، ولم تنفع معه التوعية لثلاثين، والمؤسف أنه أكثر ما يكون الاستهلاك المفرط في شهر رمضان الكريم، وفي أيام العيد على وجه الخصوص، وحقيقة ظاهرة للعيان أن أكثر ما نشتريه لهذه المناسبات يذهب لصناديق النفايات. ما السبب؟ يبدو أن الاستهلاك المفرط عند السعوديين، هو أحد أساليب الترفيه المكلف في الحياة السعودية، ففعل الشراء في السلوك يكون مقرونا بلذة الفرح بالتملك، هنا يكون مشكلة سلوكية مزدوجة عند المستهلك، بقدر ما هو مشكلة اقتصادية تخرق جيب الاقتصاد الوطني، وتهدر أموال المواطن التي كان يجب أن تتجه إلى أبواب استثمار نافعة في مستقبله وحياته. أعرف أن هذا المقال، ومثله كثير مما ينشر لن يكفي في أبواب التوعية، وأنواع النهي عن الإسراف التي تبث للسعوديين عبر وسائل الاتصال المختلفة، وهي توعية لا تأخذ بالجانب السلوكي، وأسبابه الذي قلنا إنه الترفيه، فالتوعية السائدة تركز على موضوع الجانب الاقتصادي، وأضرار الديون، لكن الجانب الترفيهي (اللذة في التملك والشراء) موضوع لا يذكر، وحتى لو ذكر عرضا، فهو لا يقدم البدائل للاستهلاك المفرط، بقدر ما توفره الأسواق الكبرى من مغريات لجذب الناس للاستهلاك بفنون علمية تعتمد على الاستهواء، وتجعل الإنسان يشتري ما لا يحتاجه.. اقتراحي لذوي الدخل المحدود الذين يجدون أنفسهم مرغمين على الاستدانة، أو الغرق في الديون الاستهلاكية أقترح عليهم حلين الأول: هو تحديد حاجات معينة من واقع الحاجة الاستهلاكية أو الكمالية، وحسب القدرة المالية للمتسوق، وبعد شراء السلع المذكورة مغادرة السوق، ورفض الرغبة في الفرجة، أما المقترح الثاني: فهو التحول إلى ترفيه غير مكلف، ترفيه في أماكن لا تتوفر فيها مغريات الشراء، مثل الاستراحات، والنزهات البرية،بعد ذلك صرف الذهن إلى التفكير في مستقبل الأيام من تأمينات صحية، وادخار صغير يجمع مالا كافيا لاستثمارات مضمونة تزيد الدخل. وتضمن مستقبلا مريحا في حالات الكبر، والعجز، وتجعل الإنسان يفلت من أنياب الحاجة في الوقت الحرج. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة