وقف صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم أمس، ميدانيا على أوضاع مدارس البنات والبنين وإدارة التربية والتعليم في جدة، واطلع على مدى الجاهزية لاستقبال الطالبات والطلاب الأسبوع المقبل، واستعداد العاملين من إداريين ومعلمات ومعلمين لمواجهة الحالات الطارئة التي قد تنجم عن وباء انفلونزا الخنازير. وفي الجولة التي خص بها وزير التربية والتعليم "عكاظ" الصحيفة الوحيدة التي رافقته اعترف بأن المدارس ستعاني نقصا في المطهرات ومواد النظافة "نحن نعمل ما علينا ولا يوجد أحد كامل، وفي ظل الوضع الطارئ الذي نواجه فيه انفلونزا الخنازير، تكشفت لدينا ثغرات يجب أن نسدها، والإنسان لا يتحرك إلا إذا واجه أمرا يحتاج إلى أخذ الحيطة والحذر، وتحت الضغوط وجدنا أشياء كثيرة كشفت عن معدن المعلم السعودي القادر على تحمل المسؤولية". وعاد ليؤكد " لدينا مبالغ مالية كثيرة، ولكن هناك سوء إدارة للتصرف والإنفاق". وصارح الوزير "عكاظ" بأنه وجد ضيقا في مساحات بعض الفصول الدراسية، مستدركا بأن "إدارات التعليم لديها الحلول المناسبة لمنع تفشي الوباء بين الطالبات والطلاب". ووصف الأمير فيصل الوضع في المدارس ب "المطمئن، والمعنيون قدموا مسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم، وأن ما شاهدته يبرهن على الوقوف بكل أمانة لإبراز دور المواطن على أي مستوى لخدمة بلده". وقال بثقة أيضا "نحن كسعوديين واجهنا هذا الوضع ولمست ذلك في جميع منسوبي التعليم، ولا ننسى أننا نخدم ملايين من الناس يأتون إلى بلادنا، ورسالة التوعية من باب أولى أن نقدمها في المدارس، فالوقاية خير من العلاج، والطالبات والطلاب حياتنا وأساسنا ومستقبلنا فإذا لم نهتم فيهم فلا قيمة لدورنا" مطمئنا إلى "استعداد الوزارة بكل التجهيزات لمواجهة الطوارئ". واعتبر وزير التربية الشراكة التربوية مع المجتمع "أساسا للوقاية والتوعية والتثقيف، فالتربية جزء من المجتمع ومن هنا تنطلق مسؤوليتنا جميعا ولدينا الثقة الكبيرة بميداننا التربوي في تحمل هذه المسؤولية والعمل على تجسيدها واقعاً ملموساً، ولعل ما شاهدته في مدارس جدة من حسن استعداد وتهيئة وتجهيز يؤكد أن الثقة في مكانها". واستشهد في ذلك بتوجيه خادم الحرمين الشريفين كما ورد في البيان الذي صدر، مركزا على الاهتمام بالأسرة والتواصل بينهم وبين المدرسة "وهذه مهمتنا ومهمة المعلمات والمعلمين، وعملنا مبني على التكافل والتكامل، واعتمدنا على الإمكانيات ودور منسوبي التعليم للتصدي للوباء". ونفى الأمير فيصل عن الدورات التدريبية صفة "العقاب .. هي ليست عقابا للمعلمات والمعلمين بعد قرار تأجيل الدراسة، إنهم لم يحرموا من تمديد الإجازة التي منحت للطالبات والطلاب"، مؤكدا على أن المعلم " أساس العملية التعليمية، وإذا لم يكن مقتنعا بعمله لن يعمل شيئا، بل إننا حرصنا على عودة المعلمات والمعلمين في الموعد المحدد من واقع الاهتمام بصحة فلذات الأكباد التي نعتبرها غالية علينا، ونحقق كل شيء يوصل رسالتهم إلى الطالبة والطالب". وتفقد وزير التربية والتعليم عدداً من مدارس جدة ورافقه نائباه فيصل بن معمر والدكتور خالد السبتي، ومدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبد الله بن أحمد الثقفي ومدير تعليم البنات عبدالكريم بن حمد الحقيل. وانطلقت جولة الوزير من مجمع الأمير محمد بن سعود الكبير، ووقف على ترتيبات غرفة العيادة الطبية للمراحل الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتجهيزات المجمع، وناقش عددا من المعلمين حول استعدادهم في بدء العام الدراسي ومدى استفادتهم من الدورات التدريبية في الأيام الماضية. وفي مجمع السلامة، تزامنت جولة الوزير مع دورة تدريبية لمعلمين، ولدى مروره بالحي، لاحظ مدرسة اليمامة الابتدائية المستأجرة وصغر مبناها، مقررا دخولها، "سعيد أنا بجهد المعلمين ومديرهم والذين تجاوزوا ظروف المبنى ونجحوا في تهيئته على نحو متميز، بكم وبجهدكم وبإخلاصكم سنحقق رقي التعليم، وأعدكم انني سأبذل كل الجهد للقضاء على كل المباني المستأجرة، وأحمل اهتماما كبيرا لهذا الأمر، كما أنكم أنتم كمعلمين تمثلون لي اهتماما خاصا وسأسعى لتقديم كل ما يمكن تقديمه لراحة المعلمة والمعلم". وفي ذات اللحظة اتصل الوزير بأمين جدة وأطلعه على وضع المدرسة والحاجة إلى تأمين أرض مناسبة لتكون مقرا. وذكر وزير التربية والتعليم المعلمين بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز التي أكد فيها على ضرورة اكتمال جوانب التدريب وأساليب الوقاية قبل بدء العام الدراسي، وتوفير كافة المتطلبات، و"هو ما يحثنا عليه ديننا الحنيف في كل زمان ومكان". ولفت إلى أن تأجيل الدراسة أسبوعين "أتاح الفرصة لقبول الطالبات والطلاب المستجدين في فترة السماح ال 90 يوما، لأنها حق من حقوقهم وعلى أولياء الأمور استيفاء الشروط وواجبنا قبولهم". ويؤكد ذلك ما نشرته "عكاظ" أمس حول توجه الوزارة للنظر في قبول نحو 25 ألف طالبة وطالب ممن استفادوا من فترة تأجيل الدراسة ودخلوا خلالها ضمن النطاق العمري المشروط للقبول في الصف الأول الابتدئي. ("عكاظ" 14/10/1430ه).