عندما حمل الملك عبد الله النور إلى الأمة، لم يكن منتظرا أن يحاول إطفاءه بعض المحسوبين على علماء الأمة!! بل حسبنا الصيحة الجاهلية ستأتي من الغوغائيين والمتمثلين برداءة الصحوة من الدعاة الصغار الزاحفين إلى المنابر بعلو أصواتهم وليس بعلو حججهم!! الفارغون من العلم وإن ادعوه والمتعطشون لتحقيق مآربهم في الشهرة والظهور ولو على حساب سماحة الدين ونقاء الشريعة! كانت موجعة لنا نحن الجماهير المتطلعة بأمل لأمتها أن تقوم قائمتها بعد ركود طويل، ثم يأتي محسوب على علمائنا الأجلاء مثل الشيخ سعد الشثري ويسقط في مطب أراد له أحدهم بسؤال كان يتلوه عليه وهو في المكان الذي يتكلم منه يتمنى ويحلم لو كانت جامعة الملك عبد الله له وليست لغيره! كان موجعا لنا أن نرى شيخنا يستسلم لمن يجره إلى القاع ويرد على السؤال بإجابة تثير زوابع الأوهام والضلالات وتفسد في منجز عظيم، الجميع يعرف العلماء قبل غيرهم إنما شيدهم ولي الأمر لمنفعة تعم ولا تخص، ولهدف أسمى من أن يكون مجرد الاختلاط لأن هذا الاختلاط الذي يدعونه يحدث كل يوم في الشارع والسوق والمستشفى ولا يحتاج إلى جامعة كبرى كي يحدث فيها! بل ويحدث في الحرمين الشريفين المطهرين.. اللذين لم يجعل الله وهو العزيز الحكيم القادر على كل شيء فيها كعبة للنساء، وكعبة للرجال! ولم يحدد لزيارتهما أشهرا للنساء وأشهرا للرجال! ولم يجعل الحج ؟ إليهما للرجال فقط! يفترض في هذا التوقيت تحديدا وأعداء الدين يتربصون بالإسلام ويريدون إثبات معايبه أن يكون المحسوبون علماءنا.. معاول لهدم مزاعم هؤلاء ولا يكونوا أدوات لتحقيق مآربهم! فمقولة شيخنا سعد لن يراها عدو الله إلا نصرة له وتكميم لأفواه المسلمين القادمين لنشر العلم والتعليم على ظهر الكون! والقضية في هذه المسألة أن المستمع لحديث الشيخ لن يقول عنه رأي الشيخ بل يقول رأي الإسلام! هذه المفارقة التي كنا نربأ أن يكون عالمنا معولنا الهدام!! والمفترض أن يقود العلماء العوام وليس العكس! فإذا جاء سؤال لشيخنا يغلب عليه التشكيك والتضليل ويظهر فيه الظن على اليقين ينبغي أن لا تكون الغلبة للظن في رد الشيخ! لأننا أمة قامت على مبدأ معلن واجتنبوا كثيرا من الظن! بل منهجنا في الشرع الكريم إن جاءكم فاسق بنبأ.. فتبينوا! والذي حدث أن الشيخ سعد انجرف ولم يتبين!! وهذه الكارثة التي تحل على المسلمين أن يقودهم شيوخهم إلى الظلمات بدلا من النور!! ولو أن نظرة المسلمين الأوائل لعلوم الفرس والروم مثل نظرة شيخنا سعد لنظرية النشوء والتطور ما كنا أصحاب التاريخ العلمي المنير!! إنهم لم ينظروا بازدراء لعلوم أعدائهم بل بدأوا بالترجمة لها وانتهوا بالتفوق عليها! شيخنا الشاب الفقيه.. لماذا خيبت فيك آمالنا؟!! قل خيرا أو اصمت!!