دخلت انتفاضة الأقصى يوم أمس عامها العاشر، في نفس الظروف التي أدت لاندلاعها قبل تسعة أعوام، حيث محاولات اقتحام المسجد الأقصى، والدعوات إلى تدميره وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم مكانه، ويهدد الفلسطينيون بعد تسعة أعوام من الانتفاضة إلى إعلان انتفاضة ثالثة. وبفارق يوم واحد عن الاقتحام المشهود في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000 لرئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، محتميا بمئات الجنود من جيشه تكرر المشهد والأداء لجنود الاحتلال الذين اعتدوا على المصلين المدافعين عن حرمة المسجد الأقصى وطردوا المستوطنين اليهود منه. الأعوام التسعة التي مضت على اندلاع انتفاضة الأقصى تخللتها أحداث جسام تمثلت في اغتيالات لقادة المقاومة على رأسهم الرئيس ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وأبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية وآلاف القادة السياسيين والميدانيين، وشن الاحتلال حربا غير متكافئة على قطاع غزة المحاصر، لا زال يلوح بحرب أخرى قبل نهاية العام الجاري. سنوات الانتفاضة التسع سقط فيها ما لا يقل عن 7515 شهيدا، 24 في المائة منهم أطفال دون الثامنة عشرة، و 5 في المائة إناث، عدا عن مائة ألف جريح بينهم 11 في المائة تسبب الاحتلال بإعاقتهم إعاقة دائمة، منهم من فقد أطرافه أو إحدى عينيه أو قطعة من جسده وذلك وفقا للمصادر الطبية الفلسطينية. الانتفاضة الثانية ورغم الخلاف الداخلي على إيجابياتها وسلبياتها، أعادت القضية الفلسطينية إلى موقعها الأساسي، حيث أصبح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في موقع متقدم من اهتمامات العالم بعد أن حولته اتفاقية أوسلو إلى قضية مفاوضات، ولكن مع بدء الانتفاضة أعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية وحققت دعما عربيا، أما المكسب الآخر فقد أدت الانتفاضة إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتفكيك المستوطنات.