خيّم هدوء حذر على مدينة القدسالمحتلة بعد اشتباكات جرت بين الشرطة الاسرائيلية والعشرات من الفلسطينيين الذين تصدّوا لمجموعة يهودية متطرفة حاولت اقتحام المسجد الاقصى عشية ذكرى اندلاع انتفاضة الاقصى عندما دخله رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون. وأدت الاشتباكات الى وقوع جرحى واعتقالات وانتشار أمني كثيف واغلاق الحرم امام المصلين، كما لاقت تنديداً فلسطينياً وعربياً واسعاً وسط دعوات الى اطلاق «انتفاضة ثالثة». وتزامنت محاولة اقتحام الاقصى مع مخطط استيطاني كبير كشفت عنه صحيفة «هآرتس»، مشيرة الى انه ورد في كراسة وزعتها جمعية «عطيرت كوهانيم» للمتبرعين من خارج اسرائيل، ويهدف الى الاستيلاء على ستة بيوت في الحي الاسلامي في قلب البلدة القديمة في القدس من خلال شرائها ب12 مليون دولار من اجل توطين 22 عائلة يهودية جديدة. كما تزامنت احداث الاقصى مع وصول وفد من حركة «حماس» الى القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي سيلتقي رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان اليوم، وسط انباء تؤكد ان «حماس» ستقدم «موقفاً مرناً» من الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة. من جانبها، ابلغت حركة «الجهاد الاسلامي» القاهرة ردها على الورقة المصرية، مشددة على ضرورة «وضع جدول لانهاء الانقسام»، داعية الى ضرورة الفصل بين انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي لأن الأخير «جزء من السلطة» التي لا تشارك فيها الحركة. وعلمت «الحياة» في غزة ان جلسات الحوار من المرجح ان تستأنف السبت او الاحد المقبل. وفي تفاصيل أحداث الاقصى، أصيب اكثر من 40 فلسطينيا برصاص الشرطة الاسرائيلية عندما حاول مئات المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين صدّ يهود متطرفين حاولوا اقتحام المسجد في ذكرى اقتحامه في مثل هذا اليوم من العام 2000. ونفى فلسطينيون رواية الشرطة الاسرائيلية التي قالت ان المجموعة التي دخلت الى باحة الاقصى هي من السياح الفرنسيين، وان مجموعة اليهود المتطرفين كانت تصلي عند اطراف البلدة القديمة الى جانب حائط المبكى (البراق)، وقال شهود فلسطينيون ان «مجموعة كبيرة من المستوطنين تجمعت امام الاقصى ... ودخلت وتوغلت في قلب باحة الحرم القدسي حيث كان الناس يصلون ... انهم مستوطنون يرتدون ملابس تظهرهم كسياح». وسرعان ما انتقلت المواجهات الى شوارع البلدة القديمة والحي الاسلامي وبوابات القدس، فيما نشرت القوات الاسرائيلية تعزيزات امنية مكثفة. ولاقت احداث الاقصى تنديداً فلسطينياً وعربياً واسعاً، اذ دعت السلطة الفلسطينية امس الجامعة العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل، فيما دعا قادة ميدانيون الى «انتفاضة ثالثة» دفاعاً عن الاقصى. وحذرت «حماس» من تبعات «التصعيد الخطير»، وقالت ان «الاحتلال الاسرائيلي سيتحمل مسؤولية العواقب التي ستنجم عن هذه الجريمة». من جانبها، طلبت الجامعة العربية تدخلا دولياً، فيما ندد الاردن ب «الاستفزازات الاسرائيلية».