شهدتت أسعار معظم السلع الاستهلاكية استقرارا نسبيا بعد انتهاء إجازة عيد الفطر، إلا أنها تفاوتت من سلعة إلى أخرى، ففي الوقت الذي سجلت بعض الأصناف انخفاضا بنسبة 20 25 في المائة (الأجبان) خلال الأشهر القليلة الماضية من العام الجاري، فإن السلع الغذائية الأخرى حافظت على تماسكها منذ الربع الأول. وأشار متعاملون إلى أن القراءة الحالية لمستقبل الأسعار في الأسواق المحلية لا توحي بمؤشرات سواء سلبية أو إيجابية. وعزوا أسباب التأرجح الحالية لأسعار السلع الغذائية إلى آلية السوق القائمة على العرض والطلب، فالشركات المنتجة لتلك السلع الغذائية تسعى للاستفادة من الطلب المتزايد من الأسواق العالمية لرفع قيمة منتجاتها، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على القيمة في الأسواق المحلية، بالإضافة لذلك فإن الفوارق بين العملات الرئيسية مقابل الدولار تمثل أحد الأسباب الأساسية وراء الزيادة الجديدة في أسعار بعض السلع الغذائية. وأوضح عبد العزيز المحروس (مورد) أن قيمة السلع الغذائية مرتبطة بالدول المصدرة وكذلك قيمة العملة أثناء إبرام الصفقة، فعلى سبيل المثال فإن السلع الغذائية تختلف أسعارها في الولاياتالمتحدة عنها في أوروبا وأستراليا أو الهند أو باكستان، وبالتالي فإن الأسعار ليست موحدة على الإطلاق، نظرا لاختلاف قيمة العملات مقابل الدولار الأمريكي. وأكد أن الأرز سجل تراجعا في الوقت الراهن بين 10 15 في المائة، مرجعا تفاوت اختلاف الانخفاض لاختلاف الأسعار في الدول المصدرة، فالأسعار في الهند تختلف عنها في أمريكا أو تايلاند، وبالتالي فإن الأسعار في الأسواق المحلية تعاملت بإيجابية مع تراجع الأسعار في الدول المصدرة للأرز، مشيرا إلى أن الأرز الهندي سجل تراجعا خلال الفترة الماضية، بحيث تراوح السعر آنذاك بين 850 1200 دولار للطن بالنسبة لصنف البسمتي، موضحا أن تأخر هطول الأمطار لمحصول الأرز في الهند و باكستان عن موعدها ساهم في الإضرار بالمزارعين في كلتا الدولتين، متوقعا أن ينخفض المحصول خلال الموسم الحالي بمقدار 40 60 في المائة، مما سيؤثر على خارطة الأسعار مجددا لتصل إلى مستويات 2008م، بحيث لن تقل عن 1600 1800 دولار للطن، فيما تتراوح الأسعار حاليا بين 1500 1600 دولار للطن. وتوقع أن تشهد أسعار السكر ارتفاعا خلال الفترة المقبلة مقابل الزيادة الحالية البالغة 30 في المائة في الأسواق العالمية، مرجعا ذلك إلى قرار السلطات البرازيلية بإلغاء وإيقاف إصدار التراخيص لزراعة السكر في الغابات هناك، خصوصا أن البرازيل تعتبر من أكبر مصدري السكر على المستوى العالمي، وبالتالي فإن قرار البرازيل سينعكس سلبا على المعروض العالمي، مما يعني ارتفاع السكر في نهاية المطاف. من جانبه قال علي الزاهر (تاجر مواد غذائية) إن أغلب السلع الغذائية الأساسية (الأرز، الزيت، السكر) حافظت على استقرارها خلال الشهرين الماضيين، فالأسعار الحالية لم تتغير منذ نهاية الربع الأول من العام الجاري، موضحا أن الشركات الموردة لم تعط إشارات سواء سلبية أو إيجابية باتجاه تحديد مسار الأسعار خلال الربع الرابع، مضيفا أن الجميع يترقب القوائم السعرية الجديدة التي ستصدرها تلك الشركات خلال الأيام المقبلة، خصوصا أن مندوبي تلك الشركات لم تصدر عنهم مؤشرات باتجاه الزيادة أو الخفض لمختلف أصناف السلع الغذائية، مؤكدا أن الاتصالات التي أجراها التجار مع الشركات الموردة للسلع الغذائية لم تسفر عن نتائج ملموسة بخصوص الأسعار خلال الأيام القليلة المقبلة. وذكر أن أسعار زيوت الطعام لا تزال عند مستوياتها السابقة، وذلك منذ الخفض الذي أجرته الشركات خلال الفترة الأخيرة، فبالنسبة إلى صنف دلال بقي عند 45 ريالا مقابل 48 ريالا للكرتون، العافية 106 ريالات مقابل 116 ريالا للكرتون، العربي75 ريالا مقابل 78 ريالا للكرتون، أبوزهرة 82 ريالا مقابل 88 ريالا للكرتون، ومازولا 90 ريالا مقابل 96 ريالا للكرتون. وبالنسبة لأسعار الأرز فإنها ما تزال عند مستوياتها منذ شهرين تقريبا، فسعر صنف المهيدب 294 ريالا مقابل 300 ريال للكيس، العائلة 290 ريالا مقابل 310 ريالات، الوليمة 268 ريالا مقابل 274 ريالا، المضياف 170 ريالا مقابل 190 ريالا، أبو كاس 250 ريالا، أبو سنبلتين 215 ريالا مقابل 245 ريالا، باب الهند 285 ريالا مقابل 290 ريالا، أبوخروف 265 ريالا مقابل 285 ريالا، والشعلان 255 ريالا مقابل 285 ريالا، فيما ارتفع سعر السكر ليصل إلى 29 ريالا مقابل 21 ريالا (10 كجم) و 135 ريالا مقابل 95 ريالا (50 كجم). استقرار نسبي أما عبد المغني شاكر (متعامل) فقال إن الفترة الحالية سجلت نوعا من الاستقرار النسبي في أغلب السلع الغذائية، فالمؤشرات لا توحي باتجاه نحو مزيد من التراجع حتى نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن الاستقرار يمكن القول إنه السمة المسيطرة على مختلف السلع الغذائية، وذلك بالرغم من قرب بدء موسم عودة المدارس الذي يعد آخر المواسم بعد موسمي رمضان والعيد، موضحا أن أسعار الأرز ما تزال مستقرة، فهناك اتجاه لدى الموردين لإبقاء الاسعار عند المستويات الحالية، فآخر انخفاض شهدته هذه السلعة الأساسية كان قبل دخول شهر رمضان، بيد أن المؤشرات الحالية لا توحي باتجاه نحو خفض الأسعار في الأسواق المحلية، بالإضافة لذلك فإن زيوت الطعام تحافظ على استقرارها، إذ لم تشهد انخفاضا أو ارتفاعا خلال موسم شهر رمضان، وبالتالي فإن الفترة المقبلة لن تختلف عن الربع الرابع من العام الحالي. وذكر أن مختلف أنواع حليب البودرة سجلت انخفاضا خلال الفترة الماضية بمقدار 30 في المائة، حيث وصل سعر بعضها إلى 170 ريالا مقابل 240 ريالا للكرتون لمقاس 1800، موضحا أن حليب البودرة سيحافظ على استقراره خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن الأسعار سجلت انخفاضا كبيرا خلال الأشهر الثلاثة الماضية،بينما سجلت خلال الفترة الأخيرة أسعار الحليب طويل الأجل انخفاضا بنسبة 10 في المائة ليصل السعر إلى 29 ريالا مقابل 32 ريالا للكرتون، فيما حافظت أسعار الأجبان على استقرارها دون وجود بوادر نحو الانخفاض خلال الفترة المقبلة.