تشهد المعارض الصناعية الاستهلاكية التي تقام من فترة لأخرى في مناطق المملكة عادة إقبالا من آلاف المتسوقين، ورغم أن تلك المعارض لا تقوم بعرض شيء جديد، حيث تعرض أشياء موجودة أساسا في الأسواق، وفيما يرى البعض أن تلك المعارض تنفرد بميزة جمع العديد من المنتجات تحت سقف واحد، مما يوفر كافة طلبات المتسوقين في يوم واحد، بدلا من التنقل إلى أماكن متعددة للشراء، إضافة إلى أسعارها المعقولة وتقديمها أفضل التخفيضات. يرى آخرون أن تلك المعارض فيها استنزاف للجيوب، حيث تذهب إليها بعض النساء للتسوق والتباهي بين قريناتها. يقول فيصل العمري "ذهبت إلى معرض للبضائع الاستهلاكية برفقة شقيقتي، واشتريت أجبانا بمبلغ 200 ريال، ولما وصلت إلى المنزل طلبت تحضير العشاء من تلك الأجبان والزيتون لمعرفة الفرق بينها وبين الموجود بالسوق، وبعد التذوق لم نجد فرقا، علاوة على أنني اكتشفت أن السعر الذي اشتريت به من المعرض كان مضاعفا عن مثيله في السوق". ويشير العمري إلى أن كثيرين يذهبون إلى الأسواق وجيوبهم عامرة، ودائما ما يعودون إلى منزلهم وجيوبهم فارغة، مؤكدا أنها ثقافة المستهلك السعودي، حيث إن الكثيرين من زوار هذه المعارض يشترون من أجل الشراء فقط. ويرى صلاح المحمدي أن تلك المعارض فرصة تسوق للجميع، وهي تتيح للمستهلك شراء احتياجاته المنزلية وغيرها بأسعار منافسة، مشيرا إلى أنه يخصص عادة مبلغا معينا عند زيارة هذه المعارض لا يتجاوزه ولو بريال واحد، لأن المنزل لديه مليء بكل شيء غلا، وأنه يقوم بزيارة المعارض من باب الترفيه. وانتقد المحمدي بعض المواطنين الذين يستدينون مبالغ ويحضرون لهذه المعارض فقط من أجل التباهي بالشراء، ويشترون حاجيات ربما لا يحتاجون إليها. وتضرب سيدة بكتفها زوجها لشراء أباجورة ذات لون أحمر فاقع ومفرش أحمر بسعر معتدل، وبعد دقيقة اضطر الزوج أمام ضرباتها المتتالية أن يخرج محفظة النقود ليشتري وهو مبتسم، وغادر الزوجان المحل متشابكي الأيدي. يقول المشرف على أحد المحلات بمعرض المنتجات الاستهلاكية بالمدينةالمنورة طريف يونس "بحمد الله بعنا كميات كبيرة من منتوجات اللحف والشراشف وكذلك الأباجورات، والتي حرصنا أن تكون أسعارها معتدلة"، وتلك القطع تلاقى رواجا من قبل المتزوجين حديثا، مشيرا إلى أن فرصة الأسواق المجمعة تكون في صالح المتسوقين حيث تتوفر بها سلع غير متوفرة بأسواق المدينة. وتشير أم عصام إلى أن "تجميع تلك السلع تحت سقف واحد فكرة ممتازة، غير أنها انتقدت الأسعار المرتفعة لبعض العارضين الذين من خارج المملكة، حيث يعتقد بعضهم أننا فقط نشتري ولا نهتم بالسعر والجودة". إلى ذلك قال الأمين العام المساعد للغرفة التجارية بالمدينةالمنورة أحمد بن صالح الدوس أن المعارض التجارية مراكز اتصال تجمع ما بين الطلب والعرض في مكان واحد تتيح التبادل التجاري وتوفر المعلومات عن الأسواق من ناحية المنافسة والجودة، وغيرها من العوامل التي تساعد على اتخاذ قرارات الشراء. وأشار الدوس إلى أن هذه المعارض الاستهلاكية تساهم في تنمية وتطوير التجارة بين الشعوب والدول والمدن، وتدعم الاقتصاد المحلي، وتعرف بمنتجاته، وصناعاته، بالإضافة إلى دورها الكبير في تنمية قطاع السياحة، وكل ما يتعلق به، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة، وزيادة دخل العاملين في هذه القطاعات. وأوضح الدوس أن المعرض الاستهلاكي الخامس والعشرين والذي تنظمه غرفة المدينة تعرض فيه الشركات والمؤسسات التجارية العديد من المنتجات الاستهلاكية التي يستفيد منها المواطن والمقيم.