في العيد أيضا، يؤثر رجال أمن ومهندسون وعمال على المرابطة في مواقع عملهم لإنجاز وتقديم الخدمات للمواطنين، ومنهم فئة الأطباء والممرضين الذين لا غنى عنهم سواء في الأيام الاعتيادية أو مواسم الأعياد. فواجب الوظيفة والمهنة فرض على الأطباء والممرضين (ذكورا وإناثا) المرابطة خلال أيام رمضان أو العيد، وقرروا بدلا من ارتداء ملابس العيد الجديدة الاكتفاء بالروب الأبيض رمز الصفاء والصحة وتطييب الجراح الجسدية والمعنوية. ويرى المشرف على أقسام الطوارئ في مستشفى الملك فيصل في الطائف جمال الثقفي أن العيد بين الأهل والأقارب حلم الكثير من العاملين في القطاعات الصحية، مضيفا «لا يوجد شخص لا يرغب في قضاء العيد والاستمتاع به بين أسرته، ومعه أصدقاؤه». ويقول الثقفي «لكن هناك من تجبرهم ظروف العمل على البقاء لاستقبال الحالات المرضية التي لازالت في المستشفيات، وكذلك الحالات المرضية بسبب الحوادث المرورية فنجد أنفسنا رغم بعدنا عن أسرنا سعداء بالعمل الإنساني الذي نقدمه للمرضى». وتعتمد العديد من الجهات الحكومية أو الخاصة، ومن ضمنها القطاعات الطبية، خلال مواسم الأعياد (الفطر، الأضحى) على نظام المناوبات والتكليف لمجموعة من العاملين على تغطية ومتابعة سير العمل حتى انتهاء الأيام الستة الممنوحة لمن حصلوا على توقف عن العمل. ويؤكد الممرض في مستشفى الملك فيصل في الطائف سلمان الثبيتي أنه وزملاءه استبدلوا الثوب ب «البالطو الأبيض» لرسم البسمة على شفاه المرضى الذين كانوا يحلمون بالعيد مع أسرهم، مضيفا «ظروفهم الصحية أجبرتهم على البقاء على الأسرة البيضاء». ولكن فرحة تطييب الناس ومعالجة جراحهم التي تعوض العاملين في المجال الطبي عن فرحة العيد مع أسرهم، لا تدوم طويلا. فبمجرد وصول ضحايا حادث تصادم أو دهس مروري إلى المستشفى، وانتهى الوضع بوفاة أحدهم، فذكرى الحزن لا تمحى بسهولة من قلوبهم أو عقولهم.