يحرص كثير من الناس على قضاء مناسبات الأعياد والأفراح بين أبنائه وأسرته بعيدًا عن ارتباطات والتزامات العمل. إلا أن هناك فئة من العاملين حتمت عليهم ظروف وطبيعة أعمالهم التواجد المستمر في ميدانه بينما هناك أعمال أخرى يمكن وقف نشاطها حتى الانتهاء من العيد وإجازته ثم تستأنف لاحقا، ولكن هل يستغني المرضى ومصابو الحوادث عن خدمات الكوادر الطبية؟ حيث أوضح عدد من العاملين المرابطين بالمستشفيات أن ذلك العمل الإنساني النبيل هو الذي حتم على الجميع من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات وبقية العاملين بالمستشفيات بالتواجد المستمر على مدار الساعة لمتابعة أحوال المرضى ورعاية شؤونهم واستقبال مصابي الحالات الطارئة، مؤكدين أن المهمة المناطة بهم لا تحتمل التأخير أو التأجيل، حيث لا بد أن نسهر على راحة المرضى وتخفيف آلامهم ونغرس الابتسامة على محياهم. مشيرين إلى أن مصدر فرحتهم نابعة مما يستشفونه من عيون المرضى من سعادة وابتسامة رضا. “المدينة” التقت عددًا من العاملين بالمستشفيات في العيد، حيث قالت الدكتورة بدرية عسيري طبيبة النساء والولادة بمستشفى الولادة والأطفال بمحافظة جدة بقولها: رغم البعد عن أبنائنا في يوم العيد وعدم قدرتنا على مشاركتهم أفراح العيد ومظاهره إلا أن ما نجده في عيون المرضى وما نستخلصه من تعابير وجوههم وسلوكياتهم عند المرور عليهم وأثناء تقديم الخدمات لهم وتهنئتهم بهذه المناسبة يثلج صدورنا ويشعرنا براحة نفسية تامة، كما لو كنا نقضي عيدنا بين أبنائنا وأهلنا. وقالت الدكتورة ثريا باشميل: أعمل في أيام عيد الأضحى وعلى الرغم من حرماني من قضاء أسعد لحظات العيد مع اسرتي وأبنائي إلا أنني أشعر بالمتعة والبهجة مع أناس هم في أمس الحاجة إلى من يحنو عليهم ويشاركهم فرحتهم يوم العيد ويشعرهم بذواتهم، حيث يقوي ذلك من عزائمنا ويعلي هممنا لمواصلة هذا العمل الإنساني النبيل دون كلل أو ملل. فيما اتفقت كل من الدكتورة فاطمة باحداد استشارية النساء والولادة والدكتورة فاطمة عقيل استشارية عناية مركزة أنا مرابطتنا وبقاءنا بين المرضى من الأطفال نتفقد أحوالهم الصحية ونقدم لهم الألعاب والهدايا مع صبيحة يوم العيد، تجعلنا نصل إلى قمة السعادة، وعندما تحين الفرصة ونصل لأبنائنا نجد أنفسنا قد فرحنا معهم وسعدوا بلقائنا وهذا فضل من الله من به علينا فنحن جنود مجندة لخدمة وطننا ومرضانا. ومن جانبهم قال كل من الدكتور علي الصحافي والدكتور محمد غازي استشاري العناية المركز بمستشفى الولادة والأطفال إن تواجدنا مرابطين عمل نبيل تحتمه طبيعة عملنا والدور المناط بنا، الذي نتقبله بكل رحابة صدر، حيث نشعر بواجب كبير لمرضانا علينا لا نشعر بالراحة إلا بعد القيام به وهو زيارتهم يوم العيد حتى ولو لم نكن من المرابطين. أما الدكتور هاشم بها الدين والدكتور عمار خالد عبده والدكتور ريحان عيد أطباء أطفال بمستشفى فقالوا إن رسالتنا الطبية تحتم علينا البقاء المستمر في المستشفى والتواجد مع المرضى على مدار الساعة لنخفف آلامهم ومتابعة أحوالهم الصحية ورعاية شؤونهم، إضافة إلى اليقظة والتواجد في حالة طوارئ دائم لاستقبال مصابي الحالات الطارئة. أما الممرضات هناء علوان وإيناس قايد رويدة الجزاعي وفاطمة الحبشي ونعمة عبدالله ومحمدية بكر فأكدن أن العمل الإنساني النبيل هو الذي حتم على الجميع من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات وبقية العاملين بالمستشفيات التواجد المستمر على مدار الساعة لمتابعة أحوال المرضى ورعاية شؤونهم واستقبال مصابي الحالات الطارئة، مؤكدين أنهن تغمرهن السعادة ويشعرن بالفرحة رغم بعدهن عن أطفالهم وأهلهن في أيام العيد وساعاته الأولى كلما شاهدن في عيون المرضى شيئًا من سعادة وابتسامة ورضا إلى جانب كسب دعائهم لهن.