تشكلت بهجة العيد في أذهاننا عبر صورة نمطية معتادة لا مثيل لها إلا في طفولتنا، ولما مرت السنوات وصارت المسافة بيننا والطفولة بعيدة ونائية عدنا إلى هواجسنا المريضة بالوحدة، وبدأنا نصب جام غضبنا على العيد الذي تخلى عنا مرددين الأبيات البكائية التي رددها الملايين قبلنا منذ مئات السنين. وربما نكون صادقين في إحساسنا بجفوة العيد لنا، لأننا تعودنا على حالة واحدة للابتهاج به. ولكن ماذنب من معنا، آباؤنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأبناؤنا وباقي أهلنا وجيراننا ورفاق طفولتنا وزملاء عملنا. ماذنبهم كي نغرقهم في مستنقع أسانا وهم مشرعون نوافذهم للغبطة والسرور. فالكبار على حافة العمر يرون في حاضرنا مهما تنكرنا له أو سأموا منه امتدادا لماضيهم الذي تولى إلى غير رجعة. والصغار يبحثون في حاضرنا عن بهجة لازالوا يحلمون أن نرسمها على جدران أحلامهم. والقريبون يتأملون أن نرغمهم بودادنا والبعيدون يتمنون أن نسكب على بشائر عيدهم وفاءنا لهم. الكل يحلم بالعيد ويتمنى العيد. فلماذا كل هذا النكد والتباكي، فالحياة جميلة وتستحق الحياة، وكل عيد.. وكل أحلامكم قد تحققت. أما لماذا أنا مع العيد دائما وأبدا وإلى أبد الآبدين.. فلأنني استعيد في العيد طفولتي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة