تختلف مظاهر العيد من دولة إلى أخرى بحسب العادات والتقاليد التي تنعكس بطريقة أو بأخرى على فرحة المسلمين فيها، لاسيما وأن فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة تأتي بعد عبادة فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم لتعويدهم على الجلد والصبر من خلال التربية الروحية التي يعيشها المسلمون ويطبقونها خلال شهر رمضان المبارك، فأيام عيد الفطر المبارك لها طعم خاص بين المسلمين في دول العالم المختلفة «الدين والحياة» وقف على مظاهر هذه المناسبة الدينية الكبيرة في عدد من بلدان العالم فكانت الحصيلة التالية: أكلات الشعبية تبدأ استعدادات أهل السودان للعيد مبكرا بالأكلات الشعبية المعروفة التي يتقاسمها السكان والزوار ويكون اليوم الأول للعيد هو يوم رئيسي للتزاور، وتتقاسم سوريا مع السودان في الإعداد المبكر للحلويات المعروفة والاهتمام بتبادل الزيارات والحرص على الترفيه عن الأطفال في المنتزهات وأماكن الترفيه المختلفة وتقدم لهم «العيدية» ويميز السوريين حرصهم على الصلاة في الجامع الأموي الكبير في دمشق، وبعد الصلاة يهتم الكثير منهم بزيارة قبور الأموات وقراءة القرآن الكريم، ويهتم الرجال عادة بزيارة القريبات من النساء وإكرامهن بالعيدية، ومن أبرز أنواع الأطعمة التي تقدم أول أيام العيد والتي تجتمع حولها العائلة هي: مناسف الرز أو الفريكة باللحم أو بالدجاج، الشاكرية، والكبة، وتصنع النسوة عادة من الحلويات الأقراص والمعمول، في سهرات تمتد حتى الصباح. وفي عيد المغرب يهتم الأهالي بشراء الملابس الزاهية والجديدة ويقدم الرجال زكاتهم للمحتاجين، بينما تقوم النسوة بإعداد الحلويات.. وفي الدول الأوروبية يهتم المهاجرون بالحفاظ على مظاهر العيد كما في بلدانهم المختلفة. إجازة خاصة وفي الصين يحصل الموظفون والعمال على إجازة خاصة للتفرغ ليوم العيد لأداء شعيرة الصلاة ومن ثم يتبادلون الزيارات فيما بينهم ويكثرون من الاستماع إلى القرآن الكريم مع حرصهم على ارتداء الملابس الزاهية، بينما في تركيا من أبرز المظاهر رفع العلم التركي في الأبنية وأسطح المنازل وانتشار لافتات قماشية للتهنئة بالعيد، وتضيء تركيا ليلا احتفالا بهذه المناسبة، ويهتم الأهالي بزيارة مقبرة الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه والدعاء له وللمسلمين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل فتح القسطنطينية «إستانبول الحالية». ويهتم الكثير من سكان المدن في إندونيسيا بالعودة إلى الأرياف هربا من الصخب والضجيج، كما يهتمون بإرسال التهاني عبر كروت المعايدة أو استخدام وسائل التقنية الأخرى. صلة الرحم وفي سلطنة عمان يتميز العيد بعدة طقوس منها تخصيص أكلة معينة لكل يوم من أيام العيد، كباقي دول العالم الإسلامي، ويحرص الناس على التواصل وصلة الرحم والخروج إلى المنتزهات مع إحياء الموروثات الاجتماعية من أهازيج شعبية وعروض فنية وعروض الخيل والهجن. أما في العراق وفلسطين فيحاول سكانها الحفاظ على ما بقي من الإحساس بالعيد من خلال شراء الألعاب والملابس للأطفال بقدر المستطاع بعدما غابت معظم مقومات الحياة التي تمكنهم من الاحتفال بالعيد بشكل أفضل. تواصل وتزاور ويحرص المسلمون في روسيا على أداء صلاة العيد في المساجد ومن ثم التواصل والتزاور، وإقامة الموائد، ومن أبرز أكلات العيد في تتارستان وجبة ال «كورنيك» التي تصنع من المخبوزات المحشوة بشرائح البطاطس مع اللحم. ومما يميز العيد في الدول الأوروبية هو حرص المسلمين على الاجتماع وأداء الصلاة وتبادل التهاني والتبريكات وإقامة الولائم الجماعية.