من المهم ألا يتجاوز الاختلاف في الرأي حدا يؤدي إلى تباين الرؤى بما لا يخدم منهج الحوار الذي نسعى إلى ترسيخه، فضلا عن أننا لا نود في ذات الوقت فتح مساحات نقد لاذع ينحي بنا وبذات الطرح عن جادة (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). وما جاء في أشواك الكاتب عبده خال (طقطقة الفصفص) في صحيفة «عكاظ» في العدد رقم 15718 الصادر يوم 18 /9/ 1430ه ، يشعرنا بأن وعاء الكاتب مليء بالنقد لا لمجرد النقد كمشهد ثقافي ومظهر لحالة فكرية متفاعلة برؤية متجددة تثري ساحة النقد والنقاش الهادف، وهذا يجعلنا نسأل الكاتب: فيما لو صاغ كلمات أنشودة (لا إله إلا الله) شاعر غير الدكتور عائض القرني، وأنشدها منشد آخر غير محمد عبده، ووضع ناظمها ملايين الريالات لمن يجاريها فهل ستلاقي ما لاقته من هجوم ونقد لاذع ممن تصدى لها بالرفض، والنقد اللاذع والتجريح؟. إن كثيرا ممن يتصدون لعملية النقد، ينطلقون من اعتبارات لا علاقة لها بمنهجية علمية، ولا تعتمد إلا على مواقف الناقد من شخص ومدرسة صاحب العمل المنقود، أو أن يكون الناقد من الباحثين عن الضوء الذي يشع عادة حول الكبار، ويحرصون على تأكيد هذا التواجد وأحيائه بين فترة وأخرى بالاختلاف الموصل إلى طريق الخلاف. يطالعنا الكاتب عبده خال في ورقة أخرى يصف فيها ثقافة القرني بالوعاء العنصري وعلمه بسرد المرويات التاريخية التي لا تتعدى كتب (البداية والنهاية) و (تاريخ الأمم والملوك)، في تجاهل من الكاتب لتواجد الشيخ وحضوره اللافت في محاضراته ودروسه ومؤلفاته ولو لم يكن منها إلا كتابه الشهير (لا تحزن) الذي يشهد بنجاحه نفاذ كميات مهولة من نسخ الطبع المتوالية إن كان ذلك مقياس نجاح، بينما تعج المكتبات بروايات كثيرة لروائيين مشهورين لا يصل حجم توزيعها مجتمعة لنصف ما حققه كتاب «لا تحزن». محمد الذيب الباحة