لن أمارس هنا النقد تجاه منتخب سحبنا هذه المرة بقوة إلى مربعات الفشل، وتجاوز بنا التصنيفات العالمية إلى الخلف. وهكذا نحن. سأسحب قلمي من هذه المعمعة الرياضية لأني بليد حد الغباء في مفاهيم الكرة، وأجهل حتى اللحظة أبجديات اللعبة، كيف تبدأ وكيف تنتهي ومن يفوز. لذا سأجر مقالي إلى مربع المقارنة وأنا أتخيل منتخب وطني: جامعة تفشل في منافسة جامعة من دول الجوار، سأتخيله مشروعا علميا سقط في أقرب مواجهة مع آخر لا يقارن بنا ونحن ندعمه بمليارات الريالات فيما هو «أعني الآخر» يقسم ويطرح الريالات دون أن يتجاوز المليون. سأتخيل منتخب وطني مشروع وطن اجتماعي أو اقتصادي أو ثقافي، دفعنا له عرق جبيننا ودفعنا به إلى ساحة المنافسة ونحن نعلق عليه الأمل ليرفعنا، ثم يفشل. هل نحزن حزننا هذا ؟ لا أحاول هنا أن أسحبكم من صلب حزنكم على هزيمة، حرمتنا أن نرى الوطن على رقعة المنافسة العالمية العام المقبل، أنا هنا أبحث عن فرصة لنستحضر واقعنا ونحن الذي بكى منا شيخ الستين قبل طفل السادسة حسرة على انزلاقنا إلى حفرة الفشل. دعوني وقد رأينا أنفسنا مهزومين رياضيا أن نسحب أعيننا إلى دوائر العالم الأخرى، تلك التي خسرنا المنافسة فيها قبل (أن) نبدأ. تلك التي فشلنا في وضع أنملة إصبع، ولن أقول موقع قدم، فيها. ابحثوا عنا في قوائم التعليم والأبحاث والجامعات والصحة، ابحثوا عن الاسم الذي عجزنا عن أخذه إلى هناك، ورفع أصواتنا صياحا مع كل هجمة مباشرة من وطني على تلك الدوائر، وسكب دمعة على كل تأخر وغياب عن قوائم التميز العالمية. اسمحوا لي وقد أغلق باب الرياضية، أن نعرج على تلك الأبواب التي لا نعرفها إلا مغلقة: وعندها مربط الكلام. كثيرة هي التصنيفات التي كنا فيها ذيلا، عندها فقط: نضحك على أنفسنا منها، ونصرخ على المسؤول أياما عليها، ثم نسكت. ولكم أن تعودوا إلى مراكزنا في الجامعات وفي تخريج البحوث العلمية إلى أن تصلوا إلى شكل ولون مناهجنا التي نالت نصيبها في آخر القائمة العالمية، لا أعرف لماذا لم نسكب ذات الدمعة، على حالنا هناك طالما أن المراكز تتشابه علميا ورياضيا. أسأل لماذا يلازمنا السكوت تجاه ذلك السقوط، ونحن الذين نطالب في كل تجمع لنا هنا وهناك أن نغير في حال الرياضة: أليست الرياضة كحال التعليم والعلم ووضع المجتمع؟ عند الرياضة نطيل الصراخ ونكيل الاقتراحات ونتحرك بالتغييرات الجذرية، فيما الأخرى ما زالت أقدامنا تراوح مكانها أمام تغييرها. احزنوا كثيرا على ليلة الأربعاء، ولكن فكروا أي حزن لم يحضرنا طيلة أيام السنة، ونحن نتصفح أنفسنا ذيلا في «علوم أخرى»، وبعدها رحبوا بالغربلة من باب الرياضة إلى تلك التي تجاورها. هناك نستطيع أن نغير من صورة وطني. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز245مسافة ثم الرسالة