اعتذار سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد للجماهير السعودية بعد الخروج المرير من تصفيات المونديال هو خطوة في الطريق الصحيح، فعشاق الأخضر شعروا بصدمة كبيرة لخروج منتخب الوطن بهذه الصورة المؤلمة ويشق عليهم أن يتحولوا في كأس العالم المقبلة إلى مجرد مشجعين للفرق الآسيوية والأفريقية بعد أن اعتادوا على مشاهدة راية التوحيد خفاقة في سماء المونديال. وقد يكون الخروج من المونديال هو الجزء المكشوف من جبل الجليد الذي يجسد حالة الإخفاق التي تعيشها الكرة السعودية منذ سنوات ليست بالقليلة، ويكفي أن نعرف أن التصنيف العالمي للأخضر قد تراجع لأكثر من 30 مركزا خلال عقد ونصف من الزمان، فالفريق الذي وصل إلى دور ال 16 عام 1994 وهزم بلجيكا وأحرج هولندا أصبح عاجزا عن تجاوز كوريا الشمالية والبحرين ويحتاج إلى هدايا الدفاع والحارس كي يهزم الإمارات على أرضه وبين جمهوره!. ومع كل حالة إخفاق يمر بها المنتخب كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم بإقصاء المدرب وتحميله المسؤولية حتى أصبح المنتخب السعودي هو أكثر فريق في العالم قام بتغيير مدربيه، وقد تسببت هذه السياسة في ضياع هوية المنتخب الذي أصبح حقل تجارب للمدربين الذين يأتون من مختلف دول العالم ويتركون الأخضر في منتصف الطريق بعد أن امتلأت جيوبهم بأموالنا، لذلك فإننا اليوم بحاجة إلى معالجة جديدة وفعالة لحالة الإخفاق المستمرة التي يعانيها منتخبنا (بمختلف فئاته السنية). ولعل أولى خطوات الإصلاح التي ننتظرها من أمير الشباب هو الفصل التام بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم، فنحن اليوم نعيش في عصر الاحتراف وزمن الاستثمار الرياضي وكرتنا المحلية أصبحت بأمس الحاجة لاتحاد مستقل يدير شؤونها وتستطيع الأندية والجماهير محاسبته على الأخطاء التي يرتكبها المدربون واللاعبون. في جميع دول العالم يكون اتحاد كرة القدم كيانا مستقلا عن وزارة الرياضة والشباب لأن طبيعة العمل في كل واحدة منهما مختلفة عن الأخرى، فالعمل في اتحاد كرة القدم هو عمل تطوعي تشارك فيه جميع الأندية بعكس العمل في وزارة الشباب والرياضة التي تقوم مقامها في بلادنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث تضطلع هذه بمسؤوليات وطنية كبيرة ومتشعبة لا تساعدها على تركيز جهودها في متابعة الأحوال المتقلبة التي تنتج عن مباريات كرة القدم المحلية والدولية. وفي كل الأحوال سيكون اتحاد كرة القدم برئيسه وأعضائه المنتخبين من الأندية كيانا تابعا للرئاسة العامة للشباب... ولكن المرونة والقدرة على التعاطي مع التفاصيل الصغيرة ستكون مختلفة تماما!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة