أسقط السادة أعضاء مجلس الشورى توصية بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة، لأنهم رأوا أنهم سيقدمون مكافأة أو ترقية لرعاية الشباب، إذا أوصوا بذلك، في ظل الإخفاقات التي يعيشها منتخب كرة القدم، ويؤسفني أن أقول إن السادة أعضاء مجلس الشورى سددوا الكرة في المدرجات وارتكبوا خطأ أكبر من خطأ حكم مباراة ألمانيا وإنكلترا في المونديال الذي ألغى هدفا صحيحا كان بإمكانه تغيير مجرى المباراة!. لا أعلم أين هي المكافأة التي ستحصل عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ما دامت ميزانيتها أكبر من ميزانيات بعض الوزارات الحيوية كما يقول أعضاء مجلس الشورى؟ وكيف يظن أعضاء مجلسنا الموقر أنهم بإسقاط هذه التوصية المهمة سيحجمون دور رعاية الشباب ما دامت تدير جيشا من الموظفين في مختلف المراتب، وفروعا ومنشآت في جميع المناطق؟! أما المأساة الأكبر فهي أن أعضاء المجلس الموقر خلطوا بين النتائج السلبية للمنتخب الوطني لكرة القدم وبين الرياضة كنشاط إنساني مهم يحتاجه كافة أفراد المجتمع، وأستغرب حقا أن أعضاء المجلس تجاهلوا حقيقية مهمة، وهي أن المسؤول عن إخفاقات المنتخب الكروي هو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو جهة مستقلة (من الناحية القانونية) عن رعاية الشباب، حتى لو كان رئيس الاتحاد هو ذاته سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، وإذا كنا نلوم اتحاد الكرة لأنه يطرد المدربين حين يفشل اللاعبون في تسجيل الأهداف، فإننا نلوم أعضاء مجلس الشورى لأنه سعى (نظريا) إلى تحجيم الجهة المسؤولة عن النشاط الرياضي في البلاد بسبب خطأ يتحمله اتحاد كرة القدم! الرياضة نشاط إنساني عظيم وهي بالطبع ليست ياسر القحطاني أو محمد نور أو مالك معاذ أو سعد الحارثي، وهذا الفهم الخاطئ لدى العامة هو السبب الرئيسي في تصدرنا القائمة العالمية لمرض السكري، حيث نتناول الكبسة ونتابع مباريات الدوري بحماس منقطع النظير ثم نذهب إلى النوم ونحن نعتقد أننا مارسنا الرياضة بما يكفي، ومثل هذا الفهم العجيب قد يكون مقبولا إذا انتشر بين العامة، ولكنه مؤسف جدا إذا حظي بمباركة 99 عضوا في مجلس الشورى! أنا لا أختلف مع وجهة نظر عضو مجلس الشورى وزميلنا العكاظي الأستاذ عبدالله بخاري بأن تحويل الهيئات إلى وزارات ليس من صلاحيات مجلس الشورى، ولكن التوصية من صلاحيات المجلس، لذلك فإن إسقاطها كان أمرا مخيبا للآمال بالنسبة لي على الأقل فتحويل رعاية الشباب إلى وزارة يمنح الرياضة البعد السياسى والوطني المطلوب، أما بقاؤها على صورتها هذه فهو يرسخ الفكرة العامة بأنها اتحاد كبير لكرة القدم! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة