على الصفحة الثالثة من جريدة «الوطن» في عددها الصادر يوم السبت الموافق 8/9/1430 ه جاء هذا العنوان «الجوع قاتل»، وإلى جانب ذلك عبارات تقول: «إن أسراب النوارس منعتها الرياح من الطعام فأغارت على سوق الأسماك في جازان» .. وفي سياق الخبر أن طيور النورس الجائعة قد أغارت على سوق اللحوم والدجاج والأسماك... إلخ. ومن الغريب جدا أن من وصفته الجريدة بأخصائي حماية البيئة المتخصص في الطيور بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية يعلل هذه الظاهرة بأنها تعود إلى أسباب اشتداد الرياح التي شكلت عائقا أمام هذه الطيور في الحصول على ما تملأ به حويصلاتها من الأسماك بسهولة. ومع احترامي لهذا الرأي الذي وصف صاحبه بالخبير فإن سبب هجوم «النوارس» على سوق اللحوم والدجاج والأسماك في جازان لم يكن بسبب الرياح الشديدة التي تعتبر عاملا مساعدا لحصول هذه الطيور على أرزاقها من الأسماك لأنها بسبب علو الأمواج تحجب رؤية الأسماك لهذه الطيور المهاجمة وبذلك تحصل الطيور على بغيتها من الرزق.. ولذلك يشاع بين سكان السواحل أن طائر الكداف «النسر البحري» عندما يطير على أطراف الشواطئ وينثر صوته في الأعالي فإنه يقول: «ريح ريح» أي أنه يطلب من ربه اشتداد الرياح ليحصل على رزقه بسهولة. إن المعروف لدينا نحن أبناء الجزر والمدن والقرى الساحلية المرتبطين مباشرة بالبحر بأن الأسماك الصغيرة المعروفة ب «البلم» التي تطفو على البحر على شكل قطعان كثيفة العدد يسمى الواحد منها «السواد» بسبب كثافة تراكمه وتشكيله ألوانا زرقاء طافية على سطح البحر تكون دائما مصحوبة بأسراب جوية من طيور البحر التي تشكل النوارس غالبيتها وتتغذى عليها بواسطة اختطاف بعضها أو ابتلاعها مباشرة. إن السبب المباشر وراء «مجاعة النوارس» في جازان هو ما تقوم به سفن الصيد الكبيرة التي تذرع مياه بحار هذه المنطقة طولا وعرضا وما تستخدمه من شباك صيد عملاقة ومساحب جبارة تجرف كل ما تصادفه من أسماك كبيرة وصغيرة ومن بينها قطعان البلم والسردين التي تشكل غذاء رئيسا لطيور البحر وبسبب هذا الصيد الجائر وهذه الوسائل التدميرية الحديثة اختفت أسراب هذه القطعان فاضطرت هذه الطيور ذوات الاسم الشاعري إلى أن تبحث عن رزقها في أسواق اللحوم وبين النفايات.. فإلى كل من يهمهم الأمر هذه الحقيقة، ومعذرة يا نوارس البحر في جازان. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة