عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى عضو لجان المناصحة الدكتور محمد السعيدي كان له رأيا مخالفا في القضية حيث قال : «من يوم خلق آدم والحياة لا يوجد فيها تفرغ كامل من قبل الآباء لتربية الأبناء، فمشكلة الانحراف بنوعيه سواء التطرف أو الانحلال ليست بسبب انشغال وإهمال الآباء والأمهات لأبنائهم وإن كان هذا الإهمال هو أحد الأسباب، ولكن في تقديري أن الآباء حين ينشغلون بأبنائهم انشغالا تاما قد يؤدي إلى انتكاسة تربوية لأن الابن أو البنت لا يحبان أن يكونا محل عناية مطلقة .»، والحل في تقديري يكون في إزالة المشكلة التي سببت هذه الانحرافات، فالمشكلة كما أرى أن الجو العام للمجتمع لم يعد جوا تربويا بدليل أن الآباء اليوم لا يحبون أن يخرج أبناؤهم إلى الشوارع، وهذا مؤشر على أن الشارع لم يعد مأمونا على تربية الأبناء، وأننا عندما نصل إلى هذا المستوى يكون قد وصلنا إلى بلوى يجب دفعها عن المجتمع بأي شكل كان، لأننا لو نظرنا بمنظور تاريخي فمنذ خلق الله آدم (عليه السلام) وحتى عهد قريب لم نشهد أمة تمنع أبناءها من النزول إلى الشوارع إلا في عصرنا الحاضر. وطالب السعيدي بضرورة تضافر الجهود في إصلاح الأجواء العامة للمجتمع وقال: البلديات مسؤولة عن إقامة مرافق في جميع الأحياء بحيث تكون مكشوفة ومأمونة يخرج إليها الأبناء، أما إدارة هذه المرافق فمرجعيتها لوزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية بالتضافر مع مراكز الأحياء بحيث تقدم برامج مفيدة وجذابة تسهم في صياغة سلوكيات الأبناء بشكل إيجابي وبناء، أما أئمة المساجد فيقع على كاهلهم دور آخر يتمثل في إعادة المسجد إلى دوره القديم حتى نصل إلى المستوى الذي تساهم فيه جميع الجهات على إصلاح المجتمع بذلك فإننا سنجد حتما أن أسباب الانحراف الفكري والسلوكي ليست ناشئة عن الأسرة فقط، واستدرك: هذا لا يعني أني أطالب الآباء والأمهات بإعطاء الأبناء قدرا من أوقاتهم وأرفض بشدة أن تكون مزاولة الآباء والمهات للوظائف وأعمال الدعوة سببا رئيسا في الانحراف المشار إليه.