تطلق إمارة دبي يوم غدا أول مترو إلكتروني في تاريخ الإمارات والذي طالما انتظره سكان دبيوالإمارات، للتخفيف من الاختناقات المرورية وارتفاع كلفة المرور عبر البوابات الإلكترونية في دبي. وحسب حكومة دبي بلغت كلفة مترو دبي الإجمالية 28 مليار درهم ويعمل بطول 75 كلم، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء، واحد يعمل فوق سطح الأرض والآخر تحت الأرض والثالث على مستوى سطح الأرض، كما يضم المشروع 47 محطة، تشتمل على محلات بيع التجزئة والمحلات التجارية. وقال عبد المجيد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسات القطارات: إن الهدف الرئيسي من مشروع مترو دبي، يتمثل في تحقيق الانسيابية المرورية لمدينة تكبر وتتطور يوميا، مشيرا إلى أن المترو هو الحل الجذري لتأمين انسيابية الحركة والتنقل في الإمارة التي يكلفها الازدحام المروري في كل عام 5 مليارات دولار. وفي حين أن المترو في جزيرة نخلة جميرا ترفيهيا لزوار الجزيرة، فإن الخاجة يؤكد أن مترو دبي ليس مشروعا ترفيهيا، أو كماليا، بل هو مشروع حيوي وأساسي لمدينة تتطلع لأن تصبح مدينة عالمية بلا اختناقات مرورية. وأشار إلى أن الهدف الثاني بالمحافظة على البيئة، وتقليل التلوث وانبعاثات عوادم السيارات عبر الاعتماد على وسيلة نقل جماعي. وقال إن استخدام الجمهور للمترو، سيخفض عدد المركبات التي تستخدم في شوارع وطرق المدينة، وبما أن المترو يعمل بالكهرباء ولا تنتج عنه انبعاثات كربونية تلوث الأجواء، فإن نسبة الكربون في الهواء ستنخفض، لكن هذا يعتمد على استخدام الناس للمترو والمواصلات الجماعية. وأضاف أن الهيئة من خلال إطلاق مترو دبي وتقليل عدد المركبات الخاصة، وطرح الحافلات الجديدة التي بدأت مؤسسة المواصلات العامة استخدامها، والتي تتوافق مع معايير EURO-4، وسيارات الأجرة الهجينة التي تستخدم محركات الغاز والوقود، تستهدف الوصول إلى 300 جزء في المليون، بدلا من المعدل الحالي وهو 800 جزء، كما تستهدف تخفيض نسبة أكسيد الكربون في الجو من 5 .4 في المائة إلى 5 .2 في المائة خلال السنوات القليلة المقبلة. حل جذري للازدحام من جانبه قال بيمان يونس بارهام، مدير قسم التسويق والاتصال المؤسسي في الهيئة، إنه لطالما عانى سكان إمارة دبي في السنوات الأخيرة من مشكلة الازدحام بفعل العدد المتزايد للسيارات التي تدخل نطاق الخدمة سنويا، فضلا عن تزايد عدد سكان الإمارة لكونها أصبحت تعتبر واحدة من مواطن الاقتصاد العالمي، ما دفع بالجهات المعنية إلى البحث عن حل جذري لهذه المشكلة، بعد أن ظهر جليا أنها أكبر من مجرد شق طريق جديد أو إحلال آخر. وأوضح أن التحدي الأساسي الذي تواجهه الهيئة اليوم هو محاولة تغيير عادات الناس، لذلك عمدنا إلى عمل دراسة ذات نتائج بحثية في إطار مشروع «دي دي بي/أي سي ويلسون» المشترك في صيف 2008م، حيث كشفت عن العديد من المفاهيم، والحواجز النفسية والتوقعات لدى الناس حيال المواصلات العامة في دبي، واستخدمت هذه المعلومات المأخوذة مباشرة من الزبائن المحتملين في تطوير الحملة التسويقية من أجل ضمان فعاليتها القصوى. مشروع حيوي أما رمضان عبد الله محمد مدير إدارة التشغيل في مؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، فقال إن الخطة الرامية لاستخدام المترو تستهدف بنسبة 17 في المائة من قاطني إمارة دبي وفقا للخطة الاستراتيجية لعام 2020م، حيث يعد أحد أبرز وأهم المشاريع الحيوية في الإمارة. وأشار إلى أن الدراسة التي أجرتها المؤسسة في مدن عالمية حول معدل استخدام الجمهور للمترو عند بدء تشغيله، أو معدل استخدام الخطوط الجديدة، بينت أن المعدل لا يتجاوز 25 في المائة من حجم التوقعات السابقة للتشغيل. واعتبر أن ذلك يعود لأسباب تتعلق بسلوك الناس وثقافتهم وعاداتهم؛ حيث إن تغييرها لا يجري في يوم أو ليلة، والمسألة تتطلب وقتا وجهدا وحملات إعلانية وتوعوية، إضافة لمحفزات أخرى، كي تحل عادة محل أخرى. وقال إن تأثير مترو دبي الجديد في سكان المدينة وزوارها، في ما يتعلق بعادات التنقل عموما، سيتخذ أشكالا ومظاهر متعددة، وسيغير في المحصلة نمط الحياة اليومية للناس، فمع تنامي ثقة الناس في مقدرات نظام النقل العام المتكامل في دبي، سنشهد نموذجا متطورا لعادات التنقل أقرب إلى النموذج الأوروبي.