في الوقت الذي تستعد فيه قريناتها للجلوس على كراسي الدراسة بعد شهر تقريباً، تبقى قمر سعد العرماني التي دخلت ربيعها السابع، دون هوية تمكنها على الأقل من استكمال أوراقها الرسمية الخاصة بأمور تسجيلها في مدرسة ترتشف منها رحيق العلم والمعرفة، حيث تعيش قمر مع والدتها وشقيقها، بعيداً عن الأب وبقية أشقائها. وقدر قمر أنها كانت في بطن أمها التي هجرت زوجها في حائل واتجهت إلى تبوك وهي في شهرها الثامن من الحمل، ولم تتمكن الأم آنذاك من أخذ بقية أطفالها واكتفت بعبيد الذي لم يتجاوز عامه التاسع في ذلك الوقت، وطوال تلك السنوات ظلت قمر وأمها وشقيقها بلا هوية بعد أن رفض الأب إضافة ابنته، أو إعطاء الزوجة كرت العائلة الذي يثبت هويتها وابنها الذي رحل معها على حد وصفها . وأكدت أم قمر أنها تقدمت بطلب للطلاق من زوجها منذ سنة في محكمة تبوك العامة، لتتمكن من استخراج أوراق ثبوتية مستقلة لها ولأبنائها عن زوجها، إلا أن معاملتها لم تر النور، وأضافت «غياب الهوية تسبب لي في الكثير من المتاعب، فحتى أثناء التطعيمات التي كنت أجريها لابنتي، لم أكن أجريها إلا بشق الأنفس، والأمر من ذلك الآن هو ضياع مستقبل ابنتي التعليمي، بسبب غياب ما يثبت هويتها»، وطالبت أم قمر بأن تسير إجراءات خلعها من زوجها بشكل جدي وسريع حتى لا تؤثر على مستقبل أبنائها الذين تطمع في حضانتهم وتربيتهم. من جهته، أوضح مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في منطقة تبوك نايف الشريف أن الحالة استقبلت كحالة اجتماعية، وتم إشعار إمارة منطقة تبوك لمتابعة الموضوع، وبين الشريف أنهم خاطبوا إدارة تعليم البنات في منطقة تبوك بقبول الطفلة قمر كطالبة منتظمة لديهم هذه السنة، ريثما يتم الانتهاء من استخراج شهادة ميلادها، مضيفاً «خاطبنا كذلك مدير مستشفى الولادة والأطفال ومدير الضمان الاجتماعي وأمين عام جمعية الملك عبد العزيز بصفة عاجلة، لكي يتمكنوا من إنهاء إجراءات الأم وابنتها، وصرف مساعدة عاجله لهم، وبناء على ذلك سيتم معالجة أوضاع الطفلة كي تستقر أوضاعها».