وجدت مواطنة سعودية نفسها وطفليها غير قادرين على التمتع بخدمات عامة كالعلاج والدراسة وحتى الوظيفة، بسبب رفض زوجها تسليمها أوراقهم الرسمية. وبدأت معاناة موضي المطيري (28 سنة)، حين تزوجت من سعودي، قبض عليه، ورزقت بابنها وهو في السجن. وبعد خروجه من السجن بمدة، تقدمت إلى محكمة حفر الباطن بطلب التفريق بينهما. وكانت حُبلى بابنتها، لتدخل قضيتها في نفق طويل من الإجراءات القانونية لم ينتهِ حتى الآن. ومع تقادم السنين ازدادت حال موضي وطفليها تردّياً، إذ تكالبت عليها الظروف بين وضعها «معلقةً»، وعدم إثبات أسماء طفليها في إدارة الأحوال المدنية، ما حدا بها إلى رفع معاناتها عبر «الحياة»، «علّها تتناهى إلى مسامع من في يده حل وربط لفكاك أسْر معلقة وطفلين ذهبا ضحية خلاف زوجي»، بحسب قولها. كما تقدمت موضي بشكوى إلى إمارة المنطقة الشرقية، تطالب من خلالها الزوج بإضافة ابنيه في دفتر العائلة، وتزويدها بصورة طبق الأصل منه أو تطليقها، لترعى مصالحهما بنفسها. وتقول موضي: «بعد خروج زوجي من السجن بشهر طلبت الفراق منه. وكنت حاملاً بابنتي ومعي طفلي. وبقيت في منزل أهلي منذ منتصف العام 1427ه وإلى اليوم. وقد سجن مرةً أخرى، ثم خرج. علماً بأنه لا تربطنا به أي علاقة. ولا يهتم بمصالح طفليه، فقد تزوج ورزق بأطفال وتركنا من دون اهتمام أو مبالاة». وتضيف: «لم نطلب منه مالاً أو سكناً، وإنما طالبناه بأمر هو من أهم الأمور، وهو إضافة طفليّ إلى دفتر العائلة، فعمر الكبير خمس سنوات ونصف السنة، والطفلة عمرها ثلاث سنوات، علماً بأنه قام بإضافة أبنائه من زوجته الأخرى وهم بين عام وعامين، فكيف يهمل أبنائي وهم في أمس الحاجة إلى الإضافة؟». وتستطرد: «لم أستطع تسجيل ابني في المرحلة التمهيدية، لعدم وجود إثبات له. ولم تبقَ مدة كافية لتسجيله في المدرسة الابتدائية. وليس لدي إثبات. وتعاني ابنتي من ضعف في النظر، وانحراف في إحدى عينيها. وحين تقدمت بطلب علاجها في مستشفى الملك خالد للعيون في الرياض، طلبوا مني إثباتاً، فلم أستطع إدخالها إلى المستشفى، لعدم وجود ما يثبت هويتها»، لافتة إلى أن «إثبات الهوية تحول إلى كابوس بالنسبة إلي، فهي تطلب مني في كل مكان وفي أي وقت، حينما أحتاج للتسجيل في الوظائف حتى أنفق على نفسي وطفليّ، وحين أراجع المستشفيات، وفي نهاية الأمر لم يتحقق شيء من ما أريده، فأنا عاجزة عن إعالة نفسي وأولادي ربما يكبرون ويفوتهم التعليم». سعد المطيري، شقيق موضي، بذل كل ما في وسعه من أجل حل المشكلة الزوجية التي تعترض طريق شقيقته وتهدد مستقبلها ومستقبل أبنائها، إلا أن المحاولات باءت بالفشل. ويقول سعد: «جربنا جميع الطرق لحل مشكلة شقيقتي، من دون جدوى»، موضحاً: «لا يوجد لدينا سوى تبليغ الولادة فقط. وشقيقتي رفعت أوراقاً للمطالبة بالطلاق، لكن زوجها لم يُطلق، ولم يضف طفليه، ولا تزال أوراقها عالقة حتى الآن».