• أعاني من شيء يمكن أن تقول إنه عادي وربما الناس كلهم يعانون نفس الشيء، لكني أحس بمعاناة، فأنا أفكر كثيرا وبطريقة كرهت معها نفسي، أفكر بالحاضر والماضي والمستقبل، وأفكر بشيء يستأهل وشيء ما يستأهل، أفكر بشيء صار وشيء ممكن يصير، تعبت من كثرة التفكير أبغى ارتاح وأريح راسي، نفسي أجلس يوم واحد من غير ما أفكر في شيء لكن لا أعرف كيف، لو أحكي لك كيف أقضي يومي تستغرب كيف أفكر بكل هذي الأشياء لأن من هم بوضعي يمكن المفروض ما تلقى وقت تفكر فيه، أنا بنت عمري 29 غير متزوجة موظفة ودوامي 7 أو 8 ساعات من 12 الظهر إلى ال 7 مساءً أو 8 مساءً، أرجع البيت عند أهلي يكون وقتي مزحوم بين أهلي في الليل من 12 صباحاً أسهر إلى الفجر عند الوالد لأنه تعبان عنده مرض الزهايمر ويحتاج رعاية مستمرة، وعندما يؤذن الفجر تستلم الممرضة مني وأنام إلى وقت دوامي، أعتذر للإطالة ولكن إذا عندك حل لي أبي أرتاح أبغى أعطي مخي أجازة من التفكير لأني وصلت لمرحلة إني ممكن أبكي من كثرة التفكير، أرجو المساعدة. المحتارة لا شك أنك تستحقين الثناء على رعايتك لوالدك، وكفاحك من أجله وأجل أهلك، ما تعانين منه لا شك يندرج تحت ما نسميه القلق الشديد، أنت تعيشين في ظروف من الضغط المستمر والمتواصل، لذا فأنت بحاجة ماسة للتحدث بصوت مرتفع أمام استشارية أو استشاري نفسي علك تسمعين نفسك، ولكن وحتى تحين الفرصة لك لمثل هذا الحديث مع نفسك بصوت مرتفع، عليك أن تكوني على يقين من أنك شابة تستحق التقدير والثناء، وأننا نعيش في هذا الكون تحت كنف رب العباد الذي لا يغفل عن مقدار ذرة من أي عمل، وبغض النظر عمن عمله، نحن يا ابنتي ينبغي أن نعمل ونحن مدركون أن ما ينبغي علينا التفكير به هو واجبنا في كل ناحية من نواحي الحياة، نعم التفكير بالواجب هو ما ينبغي أن نهتم به، أما تفكيرنا في كيف سارت الأمور أمس وأول أمس فلن يغير من مجراها الذي سارت وفقه في شيء، أنت وأنا وكل الناس لا يملكون من الأوقات الثلاثة: (الماضي والحاضر والمستقبل) إلا لحظة الحاضر وهي ذاتها ستصبح بعد قليل ماضيا، وهي نفسها كانت قبل قليل مستقبلا، وصارت حاضرا، ونحن لا نملك إلا أنفسنا ولحظة الحاضر، وبناء عليه فليس من الحكمة إطلاقا أن نفكر كثيرا في الماضي والمستقبل، وإنما الأجدى والأنفع لك التفكير في كيفية توظيف لحظة الحاضر، واعملي عليها من منطلق الواجب الذي إن قصرت به خسرت الأجر أو حملت الوزر، أريحي عقلك من كل هذا القلق واعملي الواجب في حدود الحاضر وتوكلي على من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.