استنكر عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ ما أقدم عليه الهالك عبدالله عسيري بتفجير نفسه في منزل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. وقال في تصريح ل «عكاظ»: «هذه الجريمة الشنعاء والعمل القبيح الذي نفذه هذا الخارجي الآثم ومن يدور في فلكه من المجرمين الخوارج لاشك أن كل مسلم بل كل عاقل يستنكره ويراه من الإساءة لدين الله ولكرامة الإنسان فالمسلم العاقل المتمسك بدينه لا يمكن أن يكون سبب أذى لأحد من الناس فضلا عن أن يكون سبب أذى أحد من المسلمين أو من سخر نفسه لخدمة دينه وبلاده ووطن المسلمين». وأضاف: الأمير محمد بن نايف رجل المواقف الحاسمة والعاقل الفاضل الذي يخدم دينه ووطنه ويسعى في الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فهو بكل ما آتاه الله من قدرة سعى إلى أن يستصلح كل من أغواه الشيطان من هؤلاء الخوارج ويعيدهم إلى أهلهم ووطنهم ويكونوا فاعلين في الخير وعاملين بكل ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، فهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان، إن نكران المعروف ليس من خلق العقلاء فضلا من أن يكون من خلق المسلمين الموقنين بوعد الله تعالى لأهل الإحسان لخلقه. التلاعب بالدين وفند آل الشيخ أفكار الفئة الضالة واصفا إياهم بالمتلاعبين بدين الله، وقال «خيوطهم تدل على أن وراءهم من يسيئون لدينهم ولوطنهم وأنهم يتلبسون بلباس الدين ليروجوه على الناس ويبرروا لأنفسهم، والعاقل الفاهم لدينه يعلم أن قتل المسلم ليس طريقا لنصرة الدين وأن الإساءة إلى أوطان المسلمين ليست نصرة لدين الله وأن إفزاع الناس وترويعهم والاعتداء على الحرمات والأبرياء ليس نصرا لدين الله فأعمال هؤلاء تدل على بعدهم وعدائهم للإسلام». وأضاف: الزمان شهر مبارك، يزداد الناس فيه قربا إلى الله والبحث عن مواضع الإحسان من جهة عمل القلب واليد واللسان، ليكون فعل هذا الآثم من الشناعة والفظاعة والإساءة بكل أوجهها ومعانيها لنفسه والمسلمين بقتل نفسه وقد حرم الله تعالى قتل النفس إلا بالحق، ثم أذية المسلمين وترويعهم والسعي إلى سفك دمائهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن دماءكم عليكم حرام في يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا» مبينا أن ترويع الآمنين وسفك دمائهم جريمة عظيمة يجب على الجميع إنكارها. ومضى يقول «هؤلاء الأوغاد الخوارج يريدون أن يزعزعوا أمن هذه البلاد التي خيرها وعملها الصالح ظاهر للعيان كإقامة شعائر الله في أرض الله وإكرام وفود البيت الحرام والإحسان إلى كل محتاج على سطح هذه البسيطة بقدر المستطاع فهذه الأيدي البيضاء والأعمال الحسنة التي هي رصيد لأهل الإسلام وعنوان خير لهذه البلاد يريد هؤلاء أن يقطعوها ويسيئوا إليها ولن يتمكنوا بإذن الله فالله ناصر هذه البلاد وأهلها وأسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا ويعينهم ويسدد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وأن يحفظ جميع أبناء هذه البلاد من هؤلاء الأوغاد ومن سار على طريقتهم وأسلوبهم». منهج الخوارج وبين أن منهج الخوارج في السابق هو منهج هؤلاء ينطبق عليهم تماما مثل عدم مراعاة حرمات الله وعدم الانصياع والانقياد والسمع والطاعة لمن ولاه الله بالإضافة إلى أن كل أعمالهم خارجة عن تعاليم دين الله وإن تلبسوا بلباس الإسلام وأظهروا أنهم ينصرون الإسلام فهي دعاوى كاذبة كشيخهم إبليس عليه لعنة الله فإنهم يتبعونه في دعواهم وتلبيسهم على الناس ولكن الله فضح أمرهم، لذلك فإن من منهج الخوارج قتل أهل الإسلام وموادعة أهل الأوثان وهذه سيرتهم الأولى تتكرر ونراها عيانا في خوارج هذا العصر فهم يأتون لبلاد المسلمين يفجرون فيها ويقتلون الآمنين ويحرصون على زعزعة أمنها ومنازعة ولاة أمورها، متسائلا: ماذا قدموا للإسلام في الدعوة إلى الله، هم صدوا الناس عن دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة لم يقتل المنافقين في المدينة لئلا يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه وهؤلاء يقتلون أهل الإسلام بأبشع قتلة ليصدوا الناس عن دين الله وإظهار هذا الدين أنه دموي يسعى إلى قتل الناس وإفزاعهم والتعدي على حرماتهم والنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة رعى العهود والمواثيق وهؤلاء لا يرعون عهودا ولا مواثيق خيانة في خيانة وغدرا في غدر وسيلقون غدرتهم يوم القيامة بإذن الله عند العزيز الحكيم.