هي واحدة من اثنتين: إما أنني أصبت يوم أمس بخرف مؤقت تحت تأثير الصيام أو أنني كنت (الصاحي) الوحيد في عالم أصيب جميع أفراده بالخرف؟، بدأت القصة حين تناولت صحيفة عكاظ الصادرة أمس وقرأت الصحيفة من المنتصف (هل هذه دلالة خرف؟!) فوجدت تحقيقا جميلا عن لحظات الإفطار في ساحات الحرم المكي، يقول المحرر إنه تم توزيع عشرات الآلاف من وجبات الإفطار على المعتمرين والمصلين ومع كل وجبة إفطار ثمة كمامة للوقاية من العدوى ولكنني لاحظت في الصورة التي تتصدر التحقيق أن أغلب المعتمرين والمصلين من مختلف الجنسيات لم يكونوا يرتدون الكمامات التي جاءتهم بالمجان!، ورغم التكفل بتوزيع وجبات الإفطار الصحية والتي يسهل تنظيف بقاياها (مثل التمور الخالية من النوى) إلا أن المحرر رصد عدة محاولات لتهريب الأطمعة المخالفة داخل أكياس الملابس!. وفي صفحة المحليات تصريح مبهج لوكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي أكد فيه أن مدينة مكةالمكرمة هي أقل المدن السعودية من حيث عدد الإصابات بانفلونزا الخنازير، ومن وجهة نظر صحفية أرى أن هذا التصريح (مضروب ومقلوب) لأنه لم يذكر المدينة الأكثر تضررا!!. وبمناسبة انفلونزا الخنازير.. قرأت في الصفحة الفنية أن الممثلين وطاقم التصوير في مسلسل مصري اسمه (ماتخافوش) أصيبوا بالذعر حين علموا أن إحدى الممثلات مصابة بانفلونزا الخنازير واقترح تغيير اسم المسلسل ليصبح: (ما نخافش إزاي؟)، وفي الصفحة الأخيرة نجح شاب في ابتزاز أصدقائه في إحدى الاستراحات بعد أن ادعى إصابته بالانفلونزا. في إحدى الصفحات الداخلية نشرت وزارة الصحة إعلانا غريبا تحت عنوان (تصريح صحفي من وزارة الصحة) قالت فيه إنها تماشيا مع توجهات منظمة الصحة العالمية سوف تخصص جميع وظائفها الفنية لأخصائيين من حملة البكالوريوس وذلك من خلال خطة مدتها ثلاث سنوات، فرحت لأن الأعلان (الغريب شكلا ومضمونا وصياغة) قد يكون مقدمة لتعيين المئات من حملة البكالوريوس، ولكن ثمة شعورا خبيثا راودني فجأة وهو أن الإعلان قد يكون مقدمة لفصل المئات من حملة الدبلوم!. في صفحة الحوادث نشر خبر حول بلاغ عن سبعة قبور مجهولة جنوببحرة شرق (الجسر الميت)!، وثمة خبر آخر عن قيام الدفاع المدني بتحرير أصبع شاب من خاتم!، وقد تكررت مفردة (التحرير) في عنوان خبر آخر حيث نجحت شرطة مكة في (تحرير) سيارتين عالقتين في الرمال كانت إحداهما تحاول (تحرير) الأخرى فعلقت معها!. في الصفحة السياسية قالت منظمة العفو الدولية إن مساحة المقابر في العراق أصبحت أكبر من مساحة حقول النفط، وفي باب المنوعات وصلت رسالة أرسلها شاب فرنسي إلى خطيبته في موناكو بعد 72 عاما من لحظة إرسالها وبعد 40 عاما على وفاة الخطيبة.. إنه (الجسر الميت) موجود في كل مكان!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة