يبدو أننا جميعا بلا استثناء سنضع الكمامات هذا العام، وسيكون عام 2009 عام الكمامات على غرار عام السيل وعام النكبة. الكمامات التي لم نكن نراها إلا في موسم الحج على أفواه الحجاج، أصبحت تكمم أفواه الناس في الشوارع والمكاتب والمستشفيات، ولا أستبعد أن تلبس في المنازل، كفانا الله وإياكم شر الخنازير لحمها وانفلونزتها. ويبدو كذلك أن هذه الكمامات هي الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها الإنسان لمواجهة فايروس الانفلونزا H1N1، بعد أن عجزت البحوث الطبية في إيجاد مصل مناسب أو دواء ناجع للمرض الذي يفتك بالبشر ويزداد شراسة يوما عن آخر. ومن لم يمت بالسيف والنار والطائفية والإرهاب مات بالخنازير. في العالم الغربي والشرقي راح الناس يتفننون في لبس الكمامات، فهناك الكمامات الملونة والمزركشة والكمامات التي تحمل رسومات مضحكة وأخرى مرعبة. تعددت أشكالها والهدف واحد، الحماية أولا ثم التندر على المرض العجيب. وفي المملكة التي سجلت أخيرا الوفاة ال 17 لمصاب بمرض انفلونزا الخنازير، بات الخوف من المرض أكبر من انتشار المرض نفسه. وهناك تحركات رسمية للسيطرة على المرض الذي ينتقل بالتنفس في أوساط التجمعات البشرية، خصوصا أننا مقبلون على موسمي العمرة والحج. ويبدو أنه لا مفر من الكمامات إزاء ذلك، فقد أعلنت لجنة الحج والعمرة عن عزمها توزيع 4 ملايين كمام على المعتمرين وزوار بيت الله خلال شهر رمضان المبارك، وإلزام شركات العمرة بتوفير أطباء مرافقين للمعتمرين في مواقع سكنهم. وهناك تنسيق بين وزارتي الصحة والتربية لدراسة إمكانية تأجيل العودة إلى المدارس حتى انتهاء موسم الحج. وفي حال استمر المرض يمارس سطوته على حياة البشر، فلن تجدي الكمامات نفعا بين الطلاب المحشورين في غرفة مدرسية صغيرة مكتظة بأنفاس الصغار. كفانا الله وإياكم شر المرض، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة