• ابني عمره 6 سنوات، وهو يعاندني كثيرا، ويتجاهل طلبي ويضرب أخته الصغرى، ويكذب وأنا محتارة كيف أتعامل معه، ولقد عبرت له أكثر من مرة عن سوء سلوكه، لكنه يعاود الكرة، وأنا أريد تربيته بطريقة صحيحة، وأتمنى معرفة الأسلوب الصحيح في التعامل معه حتى نتواصل بصدق مع العلم أنا لا أكذب أبدا وتعبت كثيرا من ملاحقته وسؤاله، فما الحل؟ سلوك سيئ آخر أكرهه فيه وهو عندما ينفرد بأخته يضربها ويؤذيها كأن يخربش عليها بالقلم أو يقص ملابسها والله يشهد أني أعاملهم نفس المعاملة الطيبة لكنني أقسو عليه حتى يقوى، ولكن من الملاحظ جدا حب والده لأخته أكثر منه وكلمته أكثر من مرة أنه يعدل بينهم لكنه يجيب بأنه الولد لازم يكون قاسيا، فما صحة هذا الاعتقاد وهل أثر فعلا على سلوكه تجاه أخته وكيف التصرف مع الوالد والابن لأني مستاءة جدا؟ ل/و عناد الأطفال في هذه السن أحد أهدافه يتعلق بنموهم، فهم بحاجة أن يرسلوا لأهاليهم رسائل من خلال العناد أنهم قد كبروا وصار لهم موقف ورأي، ولكن حين يزيد العناد عن حده ينقلب كما يقول المثل لضده، ويبدو أن ولدك قد وصل لهذا الحد، وفي مشكلتك عدة أمور زادت من عناده: أولها تفضيل الأب للبنت عليه وهذا عامل يزيد من غيرة الولد من أخته، وبالتالي يزيد من عدوانه عليها، لأنها قد خطفت اهتمام أبيه من ناحية، الأمر الثاني أن زوجك لديه فكرة خاطئة تماما عن الرجولة، فالرجولة لا تعني القسوة ولا تعني العدوان ولا تعني التجرد من العواطف، إن الرجولة الحقة حتى تتكون في نفوس الذكور من أبنائنا، تتطلب أن يعيشوا في مناخ يشعرون فيه بالعدل والحب، والواضح أن تمييز بعض أبنائنا عن إخوانهم لن يزيدهم إلا شعورا بالظلم وهذا يزيد من حنقهم وغضبهم علينا ويزيدهم شكا في محيطهم كما يزيد من إحساسهم بعدم الأمان، وكل هذا يمثل مناخا ممتازا لظهور الاضطراب وعدم السواء في شخصياتهم، وعندها قد يصبحوا قساة قسوة تنفر من حولهم منهم ويتحولون إلى أبناء مزعجين وإخوانا مزعجين وأزواجا مزعجين، فهل تريدين لولدك أن يكون كذلك، توقفي أنت وزوجك عن المشي وراء هذه الأفكار واحرصي معه على منح هذا الطفل ما يستحقه من حب وعدالة في التعامل وخففي أنت وأبوه من العنف سواء كان لفظيا أو جسديا، وإذا أردت أن تزيدي عندك وعند أبيه معرفتكما التربوية، فالمكتبات مليئة بالكتب التي يمكن أن تتعلما منها ما ينبغي أن تتعلماه.