استبعد وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة صدور قرار بإلغاء موسم الحج هذا العام، معتبراً أنه «قرار ليس سهلاًً»، وكاشفاً وجود تنسيق بين وزارة الصحة وجهات الإفتاء في السعودية «ستلتزم بها الوزارة». ورفض الوزير الربيعة رداً على سؤال ل «الحياة» تحمل الوزارة أعباء الإصابات الناجمة عن موسم الحج، مشيراً إلى أن الوزارة اتخذت توصيات مشددة وإجراءات احترازية لمكافحة المرض تتفوق على كل الإجراءات المتخذة في شتى أنحاء العالم، «وتسير وفق منهجية علمية وفي إطار ما يوصي به أفضل خبراء المنظمات العلمية والطبية في العالم، لكننا لا نستطيع التحكم في نمط الفايروس المسبب للمرض». وتوقع الربيعة خلال ورشة عمل عن الإجراءات الاحترازية لموسمي الحج والعمرة، أمس، استمرار ظهور الحالات المرضية لأنفلونزا الخنازير خلال الفترة المقبلة وزيادتها في موسم الحج «كما هو حاصل في جميع دول العالم، ولكننا نسعى للحفاظ على حماية المواطنين وضيوف الرحمن، وما إضافتنا إجراءات جديدة على المعايير المتعارف عليها دولياً إلا دليل على ذلك». وخلص الوزير الربيعة مع الاختصاصيين المشاركين في الورشة إلى مطالبة الحجاج والمعتمرين من كبار السن والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة كالربو والأطفال، بتأجيل الحج والعمرة في هذا العام «حرصاً على سلامتهم». كما نفى وضع قيود أومنع المسافرين القادمين من الفيليبين من دخول السعودية، مشيراً إلى أن ذلك لعوامل سياسية تتعامل معها السعودية بشفافية واضحة، وترتكز على ما يصدر من تقارير منظمة الصحة العالمية ومراكز الأوبئة في العالم، كاشفاً تلقيه «تقارير من هيئات علمية دولية تشير إلى أن أعداد المصابين بالفايروس في الدول المتقدمة يزيد عشرة أضعاف على الأرقام المنشورة». وعلى خط مواز، شبه المستشار الإقليمي للأمراض المستجدة في منظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط الدكتور حسن البشرة مرض أنفلونزا الخنازير ب «الطاعون»، مرتكزاً على معنى الحديث النبوي الشريف بوصفه انتشار المرض الوبائي بصورة كبيرة جداً وعلى نطاق واسع. وفجر البشرة مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه عجز الأطباء «حتى الآن» عن إيجاد لقاح مضاد للفايروس الذي «لديه قدرة عالية جداً على الانتشار بصورة سريعة جداً في جميع أقطار العالم، ويسبب وفيات كبيرة في أوساط المصابين به، ولكن ما يحدث حالياً لا يعدو كونه إجراء احترازياً، إذ قررنا صرف لقاح الأنفلونزا الموسمية حتى يتوصل الأطباء إلى مصل يكافح المرض». وخلص الاختصاصيون المشاركون في ورشة العمل إلى توصيات عدة تطرقت إلى جوانب كثيرة تبدأ بالتأكيد على أن المرض لا يزال متوسط الحدة مقارنة بالأنفلونزا الموسمية، مع المطالبة باستمرار رصد الوباء ومحاولة الحد من انتشاره، إضافة إلى الإشادة بالخطة الوطنية السعودية والإجراءات الاحترازية لمكافحة الوباء والتي تميزت بالشمولية والمنهجية ومواكبة المعايير الدولية، فضلاً عن تأييدهم الحراك الذي تقوده وزارة الصحة السعودية الساعي إلى مطالبة الحجاج والمعتمرين والقاطنين في الأماكن المقدسة والعاملين داخلها بأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية، والمطالبة بتوفير لقاح واق من أنفلونزا الخنازير وتوفيره ومنحه لهم. ووجهت التوصيات بضرورة الحرص على قواعد وسلوكيات تغطية الأنف عند العطس أو السعال واستخدام المناديل وغسل اليدين بالماء والصابون واستخدام الكمامات، وطالبت بتوفير كميات كافية من العقاقير العلاجية والوقائية للفايروس، إضافة إلى تعزيز المختبرات المرجعية بالكواشف والقوة البشرية المدربة للتعامل مع الزيادة الكبيرة في الأعداد خلال المواسم، وتأمين مكان مناسب للحجر الصحي للحالات التي تحتاج للعزل بالقرب من صالات قدوم الحجاج. وينصح باستخدام أجهزة الرصد والتسجيل الوبائي والتي طبقت أخيراً مع استمرار استخدام تقنية الاتصال المعلوماتي الصحي بإنشاء شبكة تواصل إلكتروني متطور ومتكامل لرصد الوباء.