تحت هذا العنوان كتب فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع مقاله اليومي في جريدة (الوطن) في عددها 3228 ليوم السبت 10/ شعبان 1430ه بأنه يعرف أحد رؤساء البلديات الذي ينهج منهجا إيجابيا في عمله اليومي في بلدته، فقد كان يخرج ومعه رؤساء أقسام بلديته لتفقد أوجه التقصير من إزالة التعديات إلى ما يتعلق بالزراعة والنظافة ومراقبة الأسواق ومتابعة المشروعات وغيرها وكان يسجل في دفتر صغير معه جميع الملاحظات، وأنه يمضي في هذه الجولة الميدانية ما لا يقل عن ساعتين في عمل ميداني للإشراف والتوجيه والابتكار والتجديد والمتابعة، وأن قسم المتابعة معني بمتابعة تنفيذ تلك الملاحظات يوميا. وقال إنه لا يبقى في مكتبه أكثر من عشرين في المائة من كامل وقته اليومي والباقي يمضيه في ميدان العمل.. واختتم فضيلته كلامه بقوله: (.. والحق أن مدينة هذه البلدية قد تميزت في عهده بالنظافة وكثرة البسط الخضراء والكثير من حدائق التنفس إضافة إلى نظافة الطرق وسلامة تعبيدها وانتظام الأسواق.. فهل لهذا العامل المخلص من رؤساء بلديات بلداننا متبعون؟ فما أحسن الاقتداء بمن هم أهل للاقتداء..). وهذا المقال لا شك ينبه الغافلين ويشجع المسؤولين الجادين ويدفعهم إلى المزيد من العطاء والابتكار وتذليل الصعاب والتغلب على الروتين والبيروقراطية، والخروج إلى الميدان ومعايشة ما يعانيه المواطن من قصور في الخدمات يجعل المسؤول يحس بذلك ويجتهد في إعطاء العلاج المناسب. تذكرت وأنا أقرأ ما كتبه الشيخ المنيع إلى ما قرأته سابقا أي قبل ما يقرب من نصف قرن عندما كان الأستاذ عبد الله عريف رحمه الله يكتب زاويته الشهيرة (همسة). وقبلها (قرصة) أو (قرصات) ويوقعها باسمه المستعار (أبو نظارة) في جرائد: البلاد السعودية ثم الندوة ثم البلاد. وكان ينتقد البلدية وغيرها. ولكن الأمير فيصل ولي العهد آنذاك عند عقده مؤتمرا صحفيا في 27 / رجب 1379ه ومن باب التحدي طلب من الصحفي عبد الله عريف أن يتولى أمانة العاصمة في مكةالمكرمة، ليرى كيف يعالج ما كان يكتبه من نقد.. وفعلا تولى مهمته بكل ثقة وجدارة، وكان مما ابتكره أن يقوم من بعد صلاة الفجر بجولة ميدانية على جميع شوارع وأزقة وحواري مكة ومعه آلة التسجيل. فكلما رأى منظرا لا يعجبه حفرة أو سيارة تالفة أو تجمع زبالة أو جيفة حيوان نافق وغيرها إلا حدد مكانها بكل دقة، وعندما يعود إلى مكتبه مع بداية الدوام يتولى سكرتيره تفريغ ما في الشريط من ملاحظات فيتولى توزيعها على الأقسام المختصة بالبلدية لمتابعة تنفيذها في وقتها. ولهذا نجح عبد الله عريف في عمله ولقي تشجيعا ومؤازرة من المسؤولين والمواطنين على السواء، كما قلده جلالة الملك خالد (رحمه الله) وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة عند تقاعده.. والشيء بالشيء يذكر فقد كان معالي الشيخ عبد الله النعيم عندما كان أمينا لمدينة الرياض كان يقوم بنفس العمل الميداني. وأذكر أن المهندس يوسف الذكير عندما كان رئيسا لبلدية الروضة قد ذكر في حديث صحفي أن النعيم قال له ولزملائه مسؤولي بلديات الرياض وفروعها (لا تنامون إلا بجانب الشباك وأخرجوا أيديكم منها وعندما تحسون برش المطر .. عليكم أن تتجهوا فورا إلى مكاتبكم وميدان عملكم لمعالجة ما قد تتعرض له المدينة من تجمع للمياه أو مداهمة السيول للمنازل وغيرها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة