كشف ل «عكاظ» مصدر رفيع في هيئة الرقابة والتحقيق عن جولات ميدانية ستنفذ ابتداء من اليوم على الأجهزة الحكومية لرصد «تأخر وحضور الموظفين ومستوى الخدمة المقدمة للمواطنين والمقيمين»، مؤكدا تسجيل حالات «تسيب بين قياديين في أجهزة مختلفة أثناء أشهر الصيف». وبين المصدر أن الشكاوى المقدمة لديوان المراقبة العامة وهيئة الرقابة والتحقيق «تؤخذ بجدية وتدرس قبل التحرك، إذ تشعر جهات عليا وتزود بنتائج الجولات الرقابية». وفي شأن متصل، أفصح ل «عكاظ» مصدر ميداني عن تشديد الرقابة على الأجهزة الحكومية والأهلية المرتبطة بموسم العمرة خلال شهر رمضان، مشيرا إلى «توجيهات عليا بالحرص على تقديم الخدمة للمعتمرين خصوصا في الجوانب الصحية». يذكر أن التقارير الأخيرة لهيئة الرقابة والتحقيق كشفت عن التحقيق مع 3875 متهما في 2597 قضية جنائية خلال العام الماضي، بزيادة تسعة متهمين وانخفاض 57 قضية عن عام 1428 ه. واحتفظت قضايا التزوير بالمرتبة الأولى للعام الثالث بنحو 1222 قضية، لكن المعدل انخفض عن عام 1428 ه الذي سجلت فيه 1660 قضية. وجاءت قضايا الرشوة ثانيا بنحو 685 قضية. تغير مفاجئ في نمط حياة الناس مع أول أيام شهر رمضان المبارك. النهار يتحول ليلا والليل نهارا بفعل تغير الساعة البيولوجية. الهدوء يسكن الأرجاء في ساعات النهار الأولى، وما إن تقترب الساعة من الخامسة عصرا حتى تزدحم الشوارع بالصائمين الذين يتقاطرون باتجاه المطاعم ومحال بيع المأكولات الرمضانية، فيما يصل الصخب ذروته مع انتهاء صلاة التراويح في أول يوم رمضاني. ويبدأ الموظفون يومهم على غير العادة عند الساعة العاشرة صباحا مع أول أيام الأسبوع الذي وافق أول أيام شهر رمضان المبارك. تبادل القبلات وعبارات التبريك بالشهر الكريم، المشهد الأبرز صباح اليوم الرمضاني الأول. ومع انتصاف النهار يبدأ الخمول يدب بين أروقة مكاتب الموظفين بفعل الصيام، ومن بين الموظفين من يستعين بالشماغ لوضع «اللثمة» على فمه تعبيرا عن الأنهاك أو استعدادا للنوم. ورغم أن الدوام في القطاع الحكومي حدد في شهر رمضان بخمس ساعات فقط، إلا أن اليوم الأول لا يخلو من تسجيل نسبة غياب جيدة في الإدارت الحكومية، كما أن من أسباب غياب الكثير من الموظفين في أول يوم في هذا الشهر يعود إلى حرصهم على تناول الإفطار مع أسرهم لاسيما من كانت أسرهم خارج مدينة العمل، حيث يعتبر الإفطار في أول يوم مع الأسرة عادة اجتماعية دأب عليها الكثيرون، يحرصون على الالتزام بها مهما كلف الأمر. ويبدأ الصائمون في تعديل جداول أعمالهم اليومية، فالذي يتم عمله في النهار يحول إلى الليل، وهذا ما يؤكده خبراء الصحة وعلم النفس، في أن الكثير من الصائمين تتغير لديهم الساعة البيولوجية تلقائيا مع بداية أول يوم في هذا الشهر الفضيل، مشيرين إلى الكثير من المؤثرات النفسية والجسدية التي تؤدي إلى ذلك. وتشهد الحياة العامة ركودا ملحوظا، حيث تغلق المطاعم في فترة النهار حتى قبيل مواعيد الإفطار، فيما يؤدي الصائمون ساعات عمل أقل عن المعتاد في الأيام العادية، رغم تأكيدات بعض خبراء الصحة، أن الصيام عامل مهم في زيادة الإنتاج لدى العاملين في الكثير من القطاعات، إلا أن التأثيرات النفسية والاجتماعية تلعب دورا في التأثير على الإنتاج في القطاعات الحكومية والجهات الخاصة. وفي أول يوم من أيام شهر رمضان، تشهد معظم المساجد حضورا مكثفا غير المعتاد، حيث يحرص الكثير من الصائمين على أداء جميع الفروض في المسجد، إضافة إلى حرصهم على البقاء داخل المسجد بين بعض الصلوات، لقراءة القرآن والتعبد والتقرب إلى الله. وفي رصد يومي كما هو المعتاد، تشهد الشوارع والطرق الرئيسية خلو معظم المركبات في فترة النهار، فيما تشهد في الفترة المسائية كثافة مرورية تصل إلى حد التلبكات المرورية، والتي تدفع بالجهات الأمنية للتدخل لتنظيم حركة السير في الطرق والشوارع، ويتساءل الكثيرون عن سر هذه الكثافة المرورية في شهر رمضان بالذات، رغم أن هناك الكثير من المواسم التي لاتشهد حركة مرورية مثل مايحدث في هذا الشهر، إلا أن السبب يعود إلى حرص الكثيرين على قضاء حاجياتهم في الفترة المسائية، مما يتسبب ذلك في ازدحام الشوارع والطرق والأسواق والمراكز التجارية.