دخلت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية نفقا مظلما أمس مع التصعيد غير المسبوق الذي أقدم عليه النائب ميشال عون رغم دعوة الغداء التي وجهها إليه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، والتي رفض قبولها أو الاعتذار عنها. ليس هذا فحسب بل إنه قطع كل قنوات الاتصال المتعلقة بتشكيل الحكومة بهجومه المتعدد على أكثر من طرف، وتأكيد تمسكه بتوزير صهره جبران باسيل. وأنكر عون في مؤتمر صحافي أمس على الأكثرية أكثريتها استنادا إلى موقف النائب وليد جنبلاط، وانتقد الأجهزة الأمنية الرسمية.. متهما إياها بالوقوف إلى جانب 14 آذار. وقال: لم أعط جوايا لا سلبا ولا إيجابا على دعوة الحريري إلى الغداء، وأنتظر الردود وإذا لم يُسكت جماعته فلا أريد غداءه. وأضاف: الحكومة من الثلث المعطل إلى الصهر المعطل، نعم فالموضوع شخصي ولعيون صهر الجنرال لن تتألف الحكومة. ورفع عون سقف مطالبه، إذ قال: نريد حقيبة سيادية إلى جانب وزارة الاتصالات، وهي الداخلية، ليس لأسباب شخصية بل لأن أداء الأجهزة الأمنية والإدارات الداخلية ليس جيدا. كما طالب بخمسة وزراء في الحكومة كونه تنازل عن حقه بتسمية ستة وزراء، حسب قوله. إلى ذلك ذكرت مصادر مطلعة في 14 آذار ل«عكاظ» أن دعوة الغداء تعتبر أحد أشكال الانفتاح الذي أكدته الأكثرية منذ الانتخابات النيابية، واعتبرت أن هذه الدعوة ليست مفتوحة بل محددة وتنتهي مع بداية رمضان. وخلصت إلى أنه إذا كانت قوى 8 آذار تريد حكومة فعليها أن تلتزم بما وعدت به بعد إقرار تسوية 15105. من جهة أخرى وجه عضو اللقاء الديمقراطي النائب علاء الدين ترو اتهامات إلى عون وقوى أخرى في المعارضة بعرقلة تشكيل الحكومة.. مشيرا إلى ضغوطات خارجية غير مرئية تريد أن يدفع الرئيس المكلف والدولة اللبنانية ودولا عربية ثمنا أغلى مقابل التشكيل الحكومي. أمنيا عمدت القوات الإسرائيلية أمس إلى إزالة مركز المراقبة الترابي الذي أقامته مطلع يوليو الماضي داخل المنطقة المتنازع عليها في تلال كفرشوبا، كما أزالت بعض العوائق الأسمنتية من محيط هذا الساتر.